تحتفل مصر ضمن دول العالم بعد غد الثلاثاء باليوم العالمى لمكافحة عمالة الاطفال الذى أطلقته منظمة العمل الدولية عام 2002 لتركيز الاهتمام على مدى انتشار ظاهرة عمل الأطفال في العالم، والعمل على بذل الجهود اللازمة للقضاء على هذه الظاهرة. ويحمل اليوم العالمى لمكافحة عمالة الأطفال هذا العام شعار "حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية ، فلنضع حدا لعمل الأطفال" حيث تشير أحدث دراسة لمنظمة العمل الدولية الى أن هناك 5.5 مليون طفل فى العالم يعملون بشكل إجباري، حيث يجبرون على العمل بخلاف إرادتهم من خلال العنف أو التهديد بالعنف أو من خلال وسائل أكثر دهاء مثل الديون المتراكمة أو احتجاز وثائق الهوية . أكد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة استشاري الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس - فى تصريح له اليوم - ان ظاهرة عمالة الأطفال تعد من أخطر القضايا العالمية في عالم الطفولة حاليا حيث يتم استغلال 16 فى المائة من أطفال العالم بين سن الخامسة والسابعة عشرة في سوق العمل، مشيرا الى أن قارة آسيا تتربع علي عرش عمالة الأطفال بنسبة 61 فى المائة تليها أفريقيا بنسبة 32 فى المائة ثم أمريكا اللاتينية بنسبة 7 فى المائة. وقال إن عمالة الاطفال ليست مشكلة اجتماعية فحسب بل هى مشكلة لها أبعادها الصحية ومخاطرها العديدة على الأطفال، والتى من بينها ضعف المناعة لدى الأطفال وارتفاع نسبة الإصابة بالربو المهنى، خاصة عند العمل فى المحاجر. وأشار الى ان المخاطر الصحية لعمل الأطفال تشمل الحرمان من التغذية السليمة كما ونوعا، مما يؤثر علي النمو والتطور العقلي والذهني لديهم ويؤثر علي ذكائهم والاصابة بسوء التغذية وتعرضهم للتسمم والاصابة بالنزلات المعوية والاسهالات لتناولهم اغذية ملوثة من الباعة الجائلين . واوضح ان معدلات الربو و حساسية الأنف و حساسية الجلد و حساسية العين تزداد فى الأطفال العاملين لتعرضهم للملوثات والمسببات الموجودة فى بيئة العمل كالأتربة والحشرات و الغبار الناتج من التعامل مع النباتات في الصناعة أو الزراعة من خلال التجهيز خاصة بالتقشير أو الطحن أو الخلط أو التعبئة، مشيرا الى أن الاصابة بالحمي الروماتيزمية تكثر في هؤلاء الاطفال لعدم علاج إلتهابات لحلق واللوزتين كما ينبغى، كما يصابوا بأمراض متعددة للجهاز التنفسي . وطالب بزيادة الوعى القومى لحل مشكلة عمالة الاطفال، والعمل علي الحد من تلك الظاهرة خاصة في المحاجر، وعمل سجل صحي للطفل العامل، وتطوير المناطق العشوائية ومحاربة الفقر وتحسين نوعية التعليم وتطوير التعليم خاصة المهنى مع إعادة تأهيل الأطفال العاملين وتوفير فصول دراسية غير تقليدية لهم.