كل مفاتيح اللعبة هناك في واشنطن.. فكل ما حدث ويحدث في مصر منذ إسقاط النظام الفاسد وحتى اليوم.. تخطيط وإدارة وأوامر أمريكية.. والهدف تأديب وإحباط الشعب الثائر.. والذي لم يدرك تلك الحقيقة فهو أقل بكثير من التحدث في الشأن العام.. وبدون الدخول في تفاصيل ووقائع تفرد لها مجلدات.. كل ما يحدث في مصر اليوم هو بأوامر الاحتلال الأمريكي، إلا شئ واحد وهو "إرادة الشعب".. ولن تترك أمريكا بسهولة ذلك الشعب العظيم ينتشل نفسه من "المستنقع" الذي تحاول إغراقه فيه.. فهل أدرك المصريون تلك الحقيقة قبل الخروج في 30 يونيو.. نعم سنخرج من أجل مسح العار عن مصر.. نعم سنخرج من أجل أمن وسلامة واقتصاد وحدود ومياه بلادنا.. نعم نستطيع إسقاط نظام الجماعات الإرهابية في غمضة عين.. لكن ماذا بعد ذلك.. هل أدرك من يتصدرون المشهد الآن.. أن أمريكا لديها دائماً "الأسوأ".. فاجأناها بإسقاط صديقها مبارك.. فجاءت لنا بالأخوان.. فهل فكر أحد فيما قد تفرضه علينا إدارة الاحتلال بعد أن نسقط جماعتها!.. هل عملنا حساب الأسوأ..! عامة يتبقى شعاع الأمل.. "الإرادة الشعبية".. فهي وحدها التي تستطيع أن تفرض على أمريكا ومخابراتها ما تشاء.. لكن لا يمكن أن نترك ثورتنا وبلادنا كسفينة بدون ربان.. وأن نترك بلادنا تحت رحمة قيادة الجيش التي لم تختبر، ولا نعرف معلومة واحدة أكيدة عنها.. ولا مدى قدرتها السياسية على إدارة دولة بحجم مصر.. لا يمكن أن تتكرر تجربة طنطاوي التي أضاعت مصر، وكبدتها ما ستدفع ثمنه لعشرات السنين.. لا يمكن أن نترك بلادنا للمخابرات الأمريكية تعبث بها كيفما تشاء.. كما لا يمكن أن نقبل بموجة جديدة من الفوضى..لا يمكن ألا تكون للثورة قبضة حديدية تضرب على أيدي الإرهابيين وعملاء الخارج. نعم إسقاط جماعة الأخوان وأتباعها هو أقل ضرر قد تواجهه مصر.. لأن بقاء هؤلاء هو ضياع مصر للأبد.. أي ثمن سندفعه اليوم سيكون أهون بكثير من بقائهم في سدة الحكم.. لكن لا يمكن أن أقبل كإنسان ميزه الله بالعقل عن باقي المخلوقات أن نشعل ثورة جديدة دون قيادة حقيقية.. أن نسقط نظام دون وجود البديل الجاهز لإدارة البلاد فوراً وفرضه على الجميع.. إن لم يحدث هذا فالجميع متآمرون على ضياع هذه البلد. وبالتوازي مع ما يحدثه المرتزقة وتجار الدين من فساد.. وبخلاف خلاياهم النائمة وبائعي أنفسهم لمن يدفع.. بدأ الطابور الخامس وفئران "الجيل الرابع من الحروب" في التحرك لصالح أمريكا.. بدأت مساحات إعلامية تفرد لأشخاص لا نعرف من أين جاءوا ولا من دفعهم لبلبلة الشعب واستنزاف طاقتنا في حروب كلامية لا طائل منها.. ستجدون هؤلاء على قنوات رجال الأعمال يتحدثون بكثرة.. ولا يقولون شئ.. برفضون كل شئ ولا يقدمون شئ.. هؤلاء تدربوا جيدا على "تتويه" الجميع وإغراقنا في بحور الخلافات الهامشية.. والهدف ألا تتحول الثورة إلى عمل حقيقي جاد.. هدفهم ومهمتهم ألا تتحرك آلة البناء من جديد في أرض الفراعنة.. وإليكم نموذج من الغثاء والسفسطة الذي يساعدهم على ترويجه "إعلاميون" إما عن "جهل" أو "عِمالة".. "لا بد أن ننزل لإسقاط الأخوان، لكن هذا لا يعني إبعادهم من الحياة السياسية".. "لابد من إسقاط النظام، ولا نؤيد عودة العسكر لحكم مصر ويسقط يسقط حكم العسكر".. " لا ليس من حق جبهة الإنقاذ أن تشكل مجلس رئاسي". وبهذه الطريقة سيسعى العملاء لإخراج الثورة عن مسارها.. وبهذه الكلمات التي لا يمكن أن تتسق في ذهن عاقل سيجروننا إلى مزيد من المهاترات كي لا ننجز شئ.. وكي تبقى مصر غارقة في مستنقع العمالة.. وكما سبق وأكدت مشكلة مصر الحقيقية لم تكن مبارك ولن تكون الأخوان.. مشكلة مصر هي الاحتلال الأمريكي.. أما الأخوان ومن تبعهم من المتطرفين سيختفون بمجرد نزول الشعب المصري إلى الشوارع.. الأخوان ليسوا المشكلة.. الأخوان مجرد أداة في يد الإدارة الأمريكية لإجهاض الثورة المصرية. إضاءات : - التحركات المريبة والتصريحات غير الدبلوماسية للسفيرة الأمريكية باترسون لا تشير إلا أنها لم يعد مرغوبا في وجودها فقط.. بل تفضح قلق غير طبيعي من بلادها على مستقبل نظامهم الفاشل في مصر.. وربما قلقهم على ما أنفقوه دون جدوى.. والخلاصة أنها هنا في مصر مكروهة وفي أمريكا "فاشلة"!. - حماقات المشاركين في حشود الإرهاب لا تحصى.. لكن أجمل ما قاله لسان حال الجمع الهزيل للثوار .. "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون.." - أشعر بغثيان كلما رأيت شخصا يرتدي "ملابس الأزهر الشريف" ويقف خلف أصحاب "العقيدة الفاسدة".. مشهد شاذ يذكر بصورة لا يليق وصفها هنا.. لكني أقول اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع - أحد تجار الدين هدد بقتل المصريين ويقول "شهداؤنا في الجنة وقتلاهم في النار".. ولولا الجهل لعلم هذا الضال أنه يقف وسط ال72 فرقة الهالكة بإذن الله - "لا للعنف نعم للإرهاب" الشعار الدائم لمظاهرات المتطرفين بعد خروجهم من الجحور بفضل ثورة 25 يناير - بعد هذا الكم من الإرهاب والتحريض.. هل يستطيع من يتولى منصب النائب العام استدعاء أي من المشاركين بتهمة التحريض على القتل أو الفوضى! - هل في مصر محامي واحد يمكن أن يتفرغ لرفع قضية للمطالبة بحل أحزاب الإرهابيين لمخالفتها للدستور..ولاستخدامها العنف وتكوين مليشيات! - تكفير المتطرفين وأصحاب العقيدة الفاسدة للمتظاهرين قبل خروجهم أكبر دليل على فشل تجربة إصلاح تجار الدين والإرهابيين بدمجهم في الحياة السياسية والحياة العامة. - إلى القرضاوي وصبيانه، إلى حجازي وأمثاله، إلى قتلة السادات، إلى من أكرمه الله بالعلم الشرعي وبدل نعمته كفراً وضل السبيل.. لكل هؤلاء أقول.. تكفيركم للمصريين شهادة لنا نعتز بها ولا أتمنى أن ألقى الله بغيرها.. - يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة.