في ظل ما تشهده محافظة أسوان من أزمة خانقة في توفير أسطوانات البوتاجاز تزايد اتجاه البعض إلي قطع الطرق الرئيسية وخطوط السكك الحديدية مع التعدي علي المنشآت العامة والدواوين الحكومية وهو الذي أصبح له أضرار عديدة علي المواطنين البسطاء وخاصة من توقف حركة السير علي الطرق وبالقطارات ومن بينهم المرضي وكبار السن والأطفال ، بجانب تعطل مصالح الآخرين علاوة علي تسبب ذلك أيضاً بالسلب في تشويه السمعة السياحية لأن ذلك يعكس حالة عدم الاستقرار والانفلات الآمني والتي تعتبر من أهم عوامل تدفق الحركة السياحية أو انخفاضها. وقد أرجعت مصادر مسئولة تفاقم هذه الأزمة الحالية لانخفاض الوارد من غاز الصلب لمصنع تعبئة البوتاجاز بمنطقة سلوا بنسب وصلت خلال شهر إبريل إلي30 % من الحصة المخصصة من وزارة البترول للمحافظة بواقع 416.8 ألف أسطوانة بوتاجاز مما يؤدي بدوره إلي حدوث انخفاض في معدلات التوزيع واختناقات في السوق المحلي ، فيما أشارت هذه المصادر إلي أن اعتماد مركز اسنا التابع لمحافظة الأقصر أيضاً علي جزء من حصة المحافظة من خلال استقطاع كميات كبيرة من أسطوانات البوتاجاز المعبأة بمصنع سلوا يؤثر بدور كبير في تفاقم الأزمة حيث أن احتياجات المحافظة تفوق هذه الوارد إليها من البوتاجاز والذي يوزع علي 81 مستودع بمختلف أنحاء المحافظة منها 9 مستودعات بمركز ومدينة اسوان و 11 مستودع بمركز دراو ، و 11 مستودع بمركز نصر النوبة و 19 مستودع بمركز كوم امبو ، و 31 مستودع بمركز ادفو وذلك طبقاً للكثافة السكانية لكل مركز .. موضحه إلي أن هناك دوراً أيضاً للبلطجة والاتجار في السوق السوداء في افتعال الأزمة علي الرغم من الاتفاق بشكل متكرر مع القيادات الطبيعية والشعبية لتأمين مداخل ومخارج المدن والقري من خلال التعاون مع العمد والمشايخ في هذه المناطق لمنع دخول أي عناصر خارجية تحاول البلطجة والسطو علي الشاحنات المحملة والتي يتم تفريغها طبقاً للجدول الزمني. طالب خالد إبراهيم نائب أمين حزب البناء و التنمية الذراع السياسي للجماعة الإسلامية بضرورة قيام أئمة المساجد ورعاة الكنائس بتوعية المواطنين بالتصدي لمحاولات الجشع والتكالب علي هذه السلعة الضرورية والتي تؤدي بدورها لتفاقم الأزمة ، لافتاً إلي أهمية ان يتواكب ذلك مع توعيتهم أيضاً بخطورة قطع الطرق والسكك الحديدية والتعدي علي المنشآت العامة والتي تؤدي إلي الإضرار بمصالح الناس وانتشار الفوضي التي يحاول البعض استغلالها لتحقيق أهداف خارجية وزعزعة الجبهة الداخلية .. كما طالب محمد صلاح مسئول ائتلاف شباب أسوان بوقف العمل بنظام الكوبانات لحين اشباع السوق المحلي بالبوتاجاز لأن ذلك يعني حصول المواطن علي شيك بدون رصيد ، لأن هناك أزمة حقيقية في توافر أسطوانات البوتاجاز ، وهذه الكوبانات ستزيد الأزمة اشتعالاً بدلاً من حلها ، مشيراً إلي أهمية مراعاة البعد الاجتماعي لسائقي الكارو المرخص لهم توزيع الانابيب من خلال هامش ربح لهم مقابل التزامهم بالأسعار المقررة وخاصة أنه يقع عليهم عبء كبير في توزيع أسطوانات البوتاجاز علي المناطق السكنية بشكل دائم ومستمر . وأضاف خالد رسلان مدير عام شركة غاز مصر لجنوب الصعيد أنه علي الرغم من التسهيلات التي قدمتها المحافظة لإنهاء إجراءات تعاقد إدخال الغاز الطبيعي بنظام التقسيط الشهري إلي أن نسبة التعاقدات المنزلية لم تتجاوز سوي 6 الأف متعاقد من إجمالي 15 ألف خط ووصلة تم تركيبها لضخ الغاز وخاصة أن الدولة ضخت استثمارات تصل إلي 4 مليار جنية في توصيل الغاز الطبيعي لأسوان من أجل المساهمة في القضاء نهائياً علي مشكلة توفير البوتاجاز . ومن جانب أخر أفادت محافظة أسوان أن محطات الخدمات البترولية شهدت انفراجة في توفير السولار ومختلف أنواع البنزين نتيجة الاتصالات اليومية التي يقوم بها المحافظ مصطفي السيد مع وزير البترول ومسئولي الهيئات البترولية ، ولكن في الوقت نفسه فإن محطات الخدمات البترولية التابعة للجمعية التعاونية للبترول لا تعمل بكفاءة كاملة بسبب عدم ورود الكميات المخصصة لها ، في حين أن المحطات التابعة لشركتي مصر للبترول والنيل تشهد انتظاماً في ورود الكميات المخصصة لها .. وكانت مجموعة من القيادات السياسية والشعبية بأسوان طالبت من الحكومة خلال الفترة الأخيرة عودة نقل المواد البترولية من خلال الصنادل النيلية حيث أن الأمر يحتاج إلي آخذ موافقة وزارات الري والبيئة وذلك لضمان وصول مخصصات المحافظة من هذه المواد بشكل مستمر وفي توقيتاته المحددة ، علاوة علي ضرورة تكثيف استخدام قطارات الوقود من خلال التنسيق مع هيئة السكك الحديدية لضمان تدفق المنتج بشكل ثابت حيث أن الاعتماد علي النقل البري فقط يؤثر سلبياً ويعمل علي تفاقم الأزمة .