الباعه الجائلين ظاهره انتشرت وتزايدت في مصر وأصبحت واقعا نعيشه ونتعامل معه يوميا بكل سلبياته وايجابياته, حيث افترشوا بضائعهم على ناصيتي الطريق مما أصاب الحركة المرورية بشلل تام وفوضى في شوارع القاهرهفما السبب وراء وجود هذه الظاهره وانتشارها ؟ وهل من الأفضل محاربتها والقضاء عليها أم احتوائها والتعامل معها ؟ حيث غياب الأمن بعد ثورة 25 يناير ساهم بشكل كبير فى تغيير ميزان القوة لصالح الباعة الذين أصبحوا أكثر سطوة وجرأة، فاحتلوا الشوارع والأرصفة والميادين ضاربين عرض الحائط بقواعد الأمن والنظام، وكأن الشوارع أصبحت ملكية خاصة لهم، ووصل الأمر إلى حد تأجير الأرصفة والشوارع والميادين من قبل كبار الباعة لغيرهم، فضلا عن سرقة الكهرباء من أعمدة الإنارة فى الشوارع، والأخطر من كل ذلك أن أغلب الباعة يمتلكون أسلحة بيضاء ونارية تحسباً لمواجهة كل من يحاول منازعتهم؛ حيث شهدت الشهور الأخيرة وقوع قتلى ومصابين جراء مشاجرات الباعة الجائلين بالأسلحة، وهو ما يجعل القضاء على هذه الظاهرة من أهم الخطوات نحو تحقيق واستعادة الأمن، ولكن شريطة أن يكون ذلك مقترنا بوضع بدائل تضمن لهم مصدرا للرزق، خاصة أن عددهم يتجاوز 5 ملايين بائع جائل يعولون ما يقرب من 20 مليون شخص و يشكلون اكثر من25%من الدخل المحلى الغير رسمى. لذا ارتئينا من الواجب علينا رصد الظاهره والبحث عن حلول لها. اوضحت أمنية طه أن الظروف الاقتصادية الصعبه التي تمر بها مصر هي السبب وراء وجود وانتشار ظاهرة الباعه الجائلين فأكثر من 60% من الشعب المصري يقع تحت خط الفقر وأغلبهم هم هؤلاء الباعه الجائلين الذين يسعون الي الكسب الحلال بدلا من التسول الذي يفضله الكثير من الفقراء في مجتمعنا ولو تعاونت الحكومه والجمعيات الأهليه لأمكنها عمل مشاريع صغيره لهؤلاء توفر لهم عيشه كريمه بدلا من التسول أو افتراش الشوارع لبيع البضائع. . وايدها فى الراىمحمد حسن قائلا"أعتقد أنه من الأفضل عمل سوق خاص بهؤلاء الباعه في كل مركز ومدينه يكون له طابع رسمي وشرعي يستطيعون فيه بيع سلعهم وبضائعهم بشكل حضاري بدلا من تجولهم في الشوارع والميادين والمواصلات العامه وملاحقة الشرطه والبلديه لهم في كل مكان .. اضاف احمد الجندى من أهم المشاكل التي تواجه هؤلاء الباعه هي مشكلة استئجار المحلات وهو ما يجعلهم يتجولون ببضائعهم في كل مكان ويفترشون الشوارع والطرقات فاذا استطعنا توفيرالمكان المناسب لهم باقامة سوق تجاري مثلا بايجار رمزي أو حتي مجاني يتم فيه تجميع هؤلاء الباعه الجائلين وتنظيمهم والسماح لهم ببيع سلعهم فيه , واعطينا للمستهلك الثقه فيما يعرضون من بضائع وسلع سنكون بذلك قد احتوينا هذه الظاهره بشكل حضاري ووفرنا لهؤلاء الباعه مصدر رزق ثابت وميسر. قال اسلام احمد أنه في حالة وجود ظاهرة الباعه الجائلين في أي مدينه يقوم مركز الشرطه بالتعاون مع مجلس المدينه بعمل حمله مكونه من شرطة المرافق والبلديه وتقوم هذه الحمله بازالة تعديات الباعه الجائلين من الشوارع والأرصفه ويتم تحرير محاضر وفرض غرامات ماليه لهؤلاء الباعه بسبب تعديهم علي الطريق وتعطيل حركة المرور ولكن ليس هذا الحل ويضيف أحمد يوسف أن الصين كانت تعاني من نفس المشكله التي نعاني منها الان الي ان عملوا سوق شعبي يتجمع فيه الباعه الجائلين لبيع سلعهم وبضائعهم بدون أخذ ضرائب ولا ايجارات منهم مع فرض الرقابه علي مختلف البضائع التي يبعونها للتأكد من سلامتها , وأعتقد أن هذه هي أفضل طريقه يمكن التعامل بها مع ظاهرة الباعه الجائلين وأتمني تطبيقها في مصر. من ناحيه اخرى أعد اتحاد جمعيات التنمية الاقتصادية وتنمية الدخل مشروع قانون جديد لتنظيم عمل الباعة الجائلين للدفع به إلى مجلس الشعب المقبل لمناقشته وإقراره. وينص المشروع على إلزام البائع المتجول بالحصول على ترخيص من المجلس المحلى أو الحى صالح لمدة عام يجدد بعدها، إضافة إلى حظر عمل الأطفال دون 12 سنة والمصابين بأمراض معدية وغير المصريين . وأعطى القانون سلطة اختيارية للوحدة المحلية أو الحى لتحديد أماكن وقوف الباعة الجائلين وتحديد عددهم وسلطة منعهم من الوقوف فى غير المكان المخصص لهم كما أعطى للحى أو المجلس المحلى صفة الضبطية القضائية لتنفيذ الأحكام والقانون على المخالفين، والذين يواجهون عقوبة الغرامة أو الحبس. وفى سياق متصل، تقدمت رابطة الباعة الجائلين بطلب لوزارة القوى العاملة والهجرة لتحويل الرابطة إلى نقابة رسمية لتنظيم عملهم وتقديم خدمات بتطوير الأسواق وتوفير أماكن تحمى الباعة من حرارة الشمس و الأمطار ، وتقديم مقترحات بتصميمات معمارية متميزة للأسواق كأن تكون إسلامية . .