ما بين سائق سيارة يتأفف ورجل يمر وسط الشارع بصحبة زوجته وابنائه يتحسس الطريق ليعبر بهم بأمان.. وبين فتاة تحاول ان تتواري عن نظرات الواقفين وكلماتهم الجارحة, اصبح هذا هو المشهد المعتاد في شوارع وسط البلد خاصة بعد ان توقفت الحملات الامنية التي قادها اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية في الميادين والشوارع لإزالة تعديات الباعة الجائلين. الباعة الجائلون عادوا من جديد لاحتلال شوارع العاصمة واحكام قبضتهم علي الميادين خاصة رمسيس, وذلك وسط غياب امني تام, حيث تم ترك الفرصة للباعة لاحتلال الأرصفة ومداخل ومخارج الميدان ضاربين بتحذيرات الأجهزة الأمنية عرض الحائط. وافترش الباعة ببضائعهم المختلفة في نهر الطريق والتي تنوعت ما بين ملابس واحذية وساعات ولعب وهدايا الي جانب مستلزمات المنازل التي عادة ما تحتاجها الأمهات وربات البيوت. وفي جولة ل الأهرام المسائي بشوارع القاهرة, اكد المواطنون ان السبب الرئيسي في الزحام الشديد الذي تشهده شوارع العاصمة وإعاقة حركة المرور هم الباعة الجائلون معربين عن استيائهم من وجودهم في الميادين العامة خاصة رمسيس والتحرير. وقالوا ان سبب انتشار هذه الظاهرة في الفترة الأخيرة هو الانفلات الأمني والفوضي, مطالبين وزارة الداخلية وأجهزة الأمن بتكثيف وتفعيل حملاتهم. واقترحوا تخصيص شوادر لجميع الباعة الجائلين في كل محافظة بإيجار معقول يستطيعون فيه بيع سلعهم وبضائعهم بشكل حضاري بدلا من تجولهم في الشوارع والميادين والمواصلات العامة وملاحقة الشرطة والبلدية لهم. وقال محمود كامل تاجر انه دائما يتأخر عن عمله بسبب الزحام المستمر الذي يسببه الباعة الجائلون. واضاف: من اهم المشاكل التي تواجه هؤلاء الباعة, مشكلة استئجار المحلات وهو ما يجعلهم يتجولون ببضائعهم في كل مكان ويفترشون الشوارع, مؤكدا انه اذا استطاعت الحكومة توفير المكان المناسب لهم باقامة سوق تجارية مثلا بايجار رمزي او حتي مجانا يتم تجميعهم وتنظيمهم والسماح لهم ببيع سلعهم فيها سنكون قد احتوينا هذه الظاهرة بشكل حضاري ووفرنا لهم مصدر رزق ثابتا. واكد احمد طلعت ان الباعة الجائلين عادوا من جديد وسيطروا علي الشارع, مما ادي الي توقف حركة المرور نهائيا مطالبا باصدار قانون لتقنين اوضاعهم, حتي تعود الحياة الي طبيعتها مرة أخري. واكد محمد ابراهيم طالب ان الوضع الحالي لايحتاج الي مسكنات ونطالب وزير الداخلية ومدير امن القاهرة بسرعة التدخل واخلاء الباعة الجائلين من الميادين والشوارع.