الفرق بين من يتمنى الخطأ للرئيس مرسى والاخوان المسلمين ومن يتمنى لهم الصواب ، والفرق بين من يتمنى لتجربتهم الفشل ولو على حساب مصر ومن يتمنى التوفيق لمصر بغض النظر عن طريق من ..هو الفرق بين الوطنى غير الحقيقى والوطنى الحقيقى..بين من تحركه عصبيات حزبية ضيقة الأفق وبين من لاتحركه سوى مصلحة الوطن..فغنى عن الشرح أن معارضاً للاخوان اذا خير بين نجاحهم ونجاح مصر معهم أو فشلهم وفشل مصر معهم فاختار فشلهم وفشل مصر فهو لاشك معارض غير شريف . ورغم وضوح الفكرة فإنى أخشى أن يأخذها البعض على أنها محاولة منى لممارسة الارهاب الفكرى من أجل التصدى لمعارضى الاخوان فأقول وأؤكد .. أنا لست اخوانياً هذا من ناحية..ومن ناحية أخرى فأنا معارض للاخوان باعتبارى معارضاً من أجل مصرلكل نظام ..وأرى أن معارضة الحاكم أياً كان مادامت معارضةً شريفة وصادقة فهى تصب فى مصلحة الوطن وهى دائماً موقف المثقف وهى واجب على كل وطنى مخلص شريف .. أنا أتمنى النجاح للاخوان من كل قلبى لأنى أتمنى الخير لبلادى..ولايمكن أن أتمنى لهم الفشل فهو سيكون فشلنا جميعاً..نريد أن تتقدم مصر للأمام فقد طال انتظار ذلك ولا نريدأن تعود الى الخلف ولو خطوة واحدة مهما كانت الحسابات الحزبية ومهما كانت الأحقاد..لقد تعطلت المسيرة لعشرات السنين وتاهت الحرية وضاع الاستقرار وعم الخراب..واليوم ومصر تحبو على طريق الديمقراطية والاستقرار،فنحن نطمع فى مزيد من الديمقراطية ومزيد من الاستقرار..ونريد أن تدور عجلة الانتاج لينعم الشعب الذى طال عذابه بثمار عهد ثورى جديد لايسرق فيه مال الشعب فى جوف الليل أو فى وضح النهار ..نريد روحاً جديدة تتمثل فى خصومة سياسية شريفة منزهة عن الأحقاد والمصالح الأنانية و الشخصية ..نريد نوايا حسنة ومساندة صادقة للرئيس وهو يسعى للتخلص من التبعية لأمريكا بجذب الاستثمارات وعقد التحالفات الأقتصادية والعسكرية مع قوى أخرى ونريد أن ندعمه وهو يعالج الأزمات الضخمة مثل الكساد والبطالة ..وأن نؤيده وهو يسعى لفرض السيطرة على سيناء وحل مشكلات النوبة والصعيد وغيرها..وكذلك وهو يعالج أخطاء الماضى المتراكمة فى مسألة العشوائيات وضياع روح الابتكار وتدهور الزراعة والصناعة والتعليم والصحة..هذه أشياء تحتاج إلى أموال بالمليارات والخزانة خاوية . فلا أقل من أن نمنحه الوقت والفرصة كاملة وألا ننكر عليه حقه فى ارتكاب الأخطاء فهو بشر..ان مصر الآن تتحرك بعد طول انتظاركطفل يحبو على أول الطريق ..فلنبتهج لذلك ولنستبشر به ولنتمنى لحكامنا التوفيق والصواب من أجل مصر وشعبها.. ونريد أن يتذكر الرئيس دائماً أنه ابن عصر ثورى ولذا نريده ثائراً على كل تخلف وكل فساد ،نريد منه قرارات ثورية وتغييرات جِذرية فى كل مجال ..ولم يعد يناسب متطلبات العصر أن تظل مصر فى عباءة أمريكا بل عليه أن يتعامل معها مدركاً أن العدو لايصلح صديقاً ولاحليفاً ..ونريده رئيساً يعترف بأخطائه بشجاعة وبلا حرج لأننا نظن أن عهد التكبر قد ولى وزال ..ونريده رئيساً يضع الشعب أمام الحقائق كاملة ويشركه فى اتخاذ القرار ..لكى نكون فخورين به أخاً قائداً عادلاً كريماً صادق القول والقصد والأفعال.