حذر أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من انهيار السلام مع مصر التي اعتبرها أكثر إثارة للقلق من إيران وبرنامجها النووي وأوصى بإعادة القوات الإسرائيلية التي كانت منتشرة في منطقة الحدود قبل توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" في عام 1979، استعدادًا للتغيرات المحتملة في مصر مع قرب إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في أواخر مايو. وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية ، أن وزير الخارجية (اليميني المعروف بمواقفه المتطرفة إزاء مصر) بعث بوثيقة رسمية مفصلة لرئيس الحكومة دعاه فيه إلى إرسال ثلاث أو أربع فرق عسكرية إلى منطقة الجنوب الإسرائيلي الحدودي مع سيناء، حتى تكون جاهزة أمام أي تغيرات سياسية في مصر. فبعد أكثر من عام على اندلاع الثورة التي أطاحت بنظام حسني مبارك، يرى ليبرمان أن اليأس يزداد في مصر والوضع يسوء، الأمر الذي قد يشكل ضغطا شديد على القيادة هناك ويدفعها لتوحيد الشعب المصري حول أزمة أو عدو خارجي، وإسرائيل هي المرشح الطبيعي لأداء هذا الدور، بحسب قوله. وحذر ليبرمان نتنياهو مما أسماه ب "الخطر الاستراتيجي المحتمل على إسرائيل الذي قد تتسبب به الثورة المصرية"، إلى حد اعتبر معه أن "مصر أكثر إثارة للقلق من إيران"، لافتًا إلى أن الحديث "يدور عن دولة عربية كبيرة جدًا يوجد بينها وبين إسرائيل حدود تمتد لمئات الكيلومترات علاوة على اتفاقية سلام عمرها أكثر من 30 عامًا"، بحسب ما أوردت الوثيقة. وطالب إزاء التطورات التي تشهدها مصر ب "اتخاذ قرار سياسي شجاع بإعادة بناء قيادة الجنوب الإسرائيلية وإعادة تشكيل القوة العسكرية التي تم تسريحها بعد اتفاقية السلام، بالإضافة إلى توفير وتخصيص الميزانيات المطلوبة للأمر، وإعداد رد إسرائيلي على أي سيناريوهات ممكنة في المستقبل". وحذر وزير الخارجية الإسرائيلي من أنه "ليس مستبعدا بعد انتخاب رئيس مصري جديد أن تقوم مصر بانتهاك اتفاقية السلام مع إسرائيل بشكل جوهري، وتقوم بإدخال قوات عسكرية كبيرة لسيناء". وقال إنه لا يوجد مفر، وإنه "لابد من الاستعداد لانهيار العلاقات مع مصر الأمر الذي سيتفاقم مع الانتخابات الرئاسية المقبلة في مايو ما يتطلب ردًا إسرائيليًا إذا ما أدخل المصريون قوات مدرعة لسيناء"، لافتا إلى أن الوضع الاقتصادي المصري الصعب وتعلق القاهرة بالغرب لا يضمن لإسرائيل استقرار اتفاقية السلام.