التقى الدكتور محمد سليم العوا اليوم أهالي قرية زاوية سلطان في ثالث لقاءاته بمحافظة المنيا حيث استهل لقاءه بالأهالي بالتأكيد أن زيارته لا تهدف إلى الترويج لبرنامجه الانتخابي ولكن ليستشعر الفارق بين الماضي والحاضر. فالحاضر هو طريق منير يهدي الناس إلى الحكم الديمقراطي المستقر ليكون الإنسان مكرم ويعرف ما له وما عليه ، وأما الماضي فكان طريقه مظلم لم نعرف فيه الصالح من الطالح إلى أن جاءت الثورة ثم استفتاء مارس 2011 وشهدنا بعده بفترة انتخابات برلمانية نزيهة ، ونحن الآن بصدد تشكيل جمعية تأسيسية لتضع دستور البلاد هذا بالإضافة إلى الانتخابات الرئاسية. وأضاف العوا أن الشعب المصري عاش محروماً من حقوقه وحرياته على مدار 60 عاماً قضيناها في قهر وظلم لاسيما من كانوا يخالفون رأي القائمون على شئون البلاد. وأكد العوا أننا الآن نعيش فترة انتقاليه مليئة بالبلبلة وقد وصل بنا الحد أن نرى أحد المرشحين المستبعدين من سباق الرئاسة يقول لأنصاره من يتقي الله ورسوله لا يفض حصار اللجنة الرئاسية حيث أكد العوا أنه علينا أن نطيع القانون الذي يحكمنا ويحمينا دون معارضة. وقال العوا أنه رأى في القرى و النجوع أناس على خلق وعلم والتزام لم يراهم فيمن يطلق عليهم المثقفين والنخبة ، فقد رأى أناس يعرفون الصالح والطالح والحرام والحلال وإن تحدث فيهم احداً يلفظ كلام حكيم وموزون. واستطرد أنه زار قرية المحاميد التي كاد أن يجزم أنه لم يطأ احداً من أيام الفراعنة أرض هذه القرية فالبيوت هناك تحت الأرض بخمس درجات وهي عبارة عن مقابر الفراعنة. كما زار العوا قرية بنبان التي تعتبر أكثر تطوراً من المحاميد. ولعل أكثر ما يميز هذه القرى والنجوع هي احتفاظها بالهوية العربية التي فقدت في بلدان أخرى. وقال العوا أن الهوية العربية الإسلامية هوية جامعة وليست طاردة فهي تستطيع أن تجمع المسلم والقبطي ملمحاً أننا قاسينا من التفريق بين شعوبنا وقبائلنا حتى تقسمنا إلى عرب ومصريين وبدو أو أغلبية و أقلية. وأضاف أن الإسلام يجب ان يكون المرجعية التي نرجع لها عندما يختلط علينا أمر ، منوهاً أن مشروعه السياسي يهدف إلى جمع المصريين وانتمائهم إلى أرض واحدة ووطن واحد. وأشار العوا أن برنامجه الانتخابي لا يقوم الا على الأنسان المصري الذي هدمت كرامته. وناشد العوا المواطنين أن يتحلوا بالمشاعر العظيمة التي سادت وقت الثورة وأن يعملوا على قلب رجل واحد بل وأن ينتموا جميعاً إلى مصر. وشدد العوا أن لهذا الوطن علينا حقوقاً فقدعزلنا عن الدول العربية في النظام السابق منوهاً أن قطع الصلات بيننا وبين دول العالم جريمة سياسية في حق الوطن يجب أن يحاسب عليها النظام السابق فمبارك لم يحضر أي قمة إسلامية وعندما حضر قمة إسلامية امر بأن تلغى كلمات مثل الجهاد والرباط بالرغم من كونها كلمات عربية أصيلة ومذكورة في القرآن الكريم. كما استشهد بالوزير الذي قال أن "أي فلسطيني يعبر من رفح يكسر قدمه " ، وقد كان الدكتور العوا هو الوحيد الذي رد عليه في الإعلام آنذاك. وأكد العوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال عن أهل مصر "أنهم وازواجهم في رباط إلى يوم القيامة" وعليه فيجب أن نرابط في سبيل الله رجالاً ونساءً مؤكداً أن من يعمل بضمير في مصلحة الوطن في شتى المجالات مرابط في سبيل الله. وعن احتمالية تأجيل الانتخابات الرئاسية، قال العوا أنه لا يتوقع أن يكون هناك تأخير في الانتخابات الرئاسية واذا حدث تأخير في الانتخابات سوف ينزل الملايين إلى الشوارع منددين بهذا التأخير غير المبرر وأضاف أنه يرى أن المجلس العسكري أذكى من أن يتورط في التأخير مرة أخرى. واختتم العوا اللقاء بالتعليق على اتفاقية كامب ديفيد حيث قال أن هناك شرطين في الاتفاقية مجحفين الأول يقضي بتقسم سيناء إلى ثلاثة مناطق وهذا أمر غير مقبول وهناك صخرة تسمى صخرة موشيه ديان في سيناء مكتوب عليها باللغة العبرية مامعناه راجعون وهو أمر آخر غير مقبول مطالباً بمسح هذه الكلمة ومؤكداً أنهم لن يستطيعوا العودة مرة أخرى للبلاد.