قالها قديما قبل أن يفض فوه -- خليهم يتسلوا -- وربما يقولها الآن ساخرا منكم جميعا بزيادة ثلاثة نقاط فوق حرف السين --- خليهم ينشلوا --- وفى هذا لا يجانب الصواب وقد وقفنا عاجزين عن إنقاذ بلادنا بعد أن وقع المحظور . كانت شكوانا في البدء من الانفلات الامنى في إطار جرائم النفس والمال ! وازدادت خطورة الموقف حين أصبح متعلقا بأمن الثورة عينها لتضيع ومعها حلم شعب بأكمله في الحرية والعدالة والديمقراطية والخلاص من نظم الأوتوقراطية التي يظل الحاكم فيها سنوات أطول من أعمارنا ولا يكتفي .. بل يسعى لتوريث الشعب لأبنائه كنا نعيب على وزيرة الخارجية الأمريكية عبارتها ( الفوضى البناءة ) وها نحن نلتقط طعم ( الفوضى الهدامة ) بكل إبعاده ...... هل تذكرون الذراع الطويل لإسرائيل متمثلا في سلاحها الجوى . إن نظامنا الذي تداعى ما زال يملك ذراعا طويلا عابرا للأسوار والأسلاك الشائكة -- والتي يفترض أنها تحيط السجون -- متمثلا في أجهزه أمنية وسياسية أخطبوطية ، عنكبوتية ، لولبية .. تدفع بالبلطجة لينالوا من كل بقعة على أرضنا ، عابثين بأمن الوطن والمواطن وثورة كنا نترجاها من رب العالمين حتى لاحت في أفق حياتنا المظلمة ! ان زبانية النظام المنحل ما زالوا يفطرون على (الباتون سليه ، والكرواسون ويهضمون كفيار الغداء الآتي على -- آير فرانس -- من مطاعم مكسيم الباريسية بالشيفاز الأسكتلندى المعتق ثلاثون عاما على الأقل ، بينما يلوك أبناء شعبنا الصامد حبات الزلط في خبزهم الأسود - هذا ان وجدوه إن من نفترض أنهم يقبعون خلف الأسوار مازالوا قادرون على إلقاء الألغام فى طريقنا ! من خلال عناصرهم الإجرامية وبؤر فسادهم التى تدين لهم بالولاء حتى الآن طوعا أو كرها ! للقضاء على ثورتنا ليستعيدوا سيطرتهم من جديد بأساليب مبتكرة يحيكون خيوطها بروية ودم بارد للبطش بهذا الشعب من جديد ، وبأعنف مما كان لعقابه على حلم الحرية الذى ولد فى جنبات نفسة وعقله فى يناير الماضى *********** وأصبح التوتر على السطح وفى العمق للحياة السياسية هو ما بسيطر على الموقف بسبب الهوة الكبيرة التى تفصل بين الشعب صاحب الثورة ، والمجلس العسكرى المسؤل سياسيا عن إدارة شئون البلد فى تلك المرحلة الانتقالية ، وهى هوة مرشحة للاتساع كل يوم !!! .. فالأصل فى المجلس العسكرى صفة له لا تفارقه أبدا .. وهى كونه قمة الهرم القيادى للمؤسسة العسكرية ، وقد لحق بهذا المجلس صفة استثنائية الآن وحين غدا يمثل اطارا مؤسسيا منوط به الادارة السياسية لشئون الدولة والمجتمع فى المرحلة الانتقالية *************** وكان عليه أن يعى جيدا .. ألا يأتى بفعل يترتب عليه ان يعامل كقيادة سياسية يمكن أن تكون هدفا محتملا للنقد .. وأن يبقى على ما رسخ فى الضمير والعقل الجمعى للأمة حين كنا لا نقبل أى انتقاد موجه للمؤسسة العسكرية بوصفها للوطنية !!! وعلى مايبدو من ظاهر الأمور أن المجلس استمرء فى لحظه دوره السياسى وفكر فى الاستمرار فى السلطة .. مما ترتب عليه هذا الضرر البالغ فى علاقته بالامة ز *************** وحتى لو تخلى الآن عن السلطة فقد وقع المحظور وانتهى الامر وليس من قوة فى الدنيا تستطيع ان تعيد الرصاصة التى خرجت من فوهة البندقية الى خزنتها مرة أخرى ! وتحركت المظاهرات تطالب للأسف بإعدام المشير ******* الآن علينا أن نقف جميعا وفورا لنتدارك الأمر قبل الوصول الى نقطة اللاعودة والتى يخطط لها بذكاء رغم شره فلا نملك إلا ان نرفع له القبعات !!!!!!