وزير التعليم العالي: 32 جامعة أهلية في مصر بعد قرارات رئاسية بإنشاء 12 أخرى    اعتراضا على رفع رسوم التقاضي.. وقفة احتجاجية لمحامي دمياط    طلب إحاطة بالنواب حول أحد شروط تعيين «معلمي الحصة» في مسابقة «معلم مساعد»    شعبة المصدرين: قرار ربط التصدير بإدخال الحصيلة عبر البنوك خطوة في صالح الصادرات (نص القرار)    بنك مصر وسي آي كابيتال يحصدان 21 جائزة من مؤسسة ايميا فاينانس    «محلية النواب» توافق على اتفاقية لإنشاء مركز محاكاة للتدريب بمنحة كورية    لمن فاته ارتفاع الذهب.. عمالقة الاستثمار: حان وقت التحول نحو الفضة (توقعات صعود مذهلة)    محافظ المنيا يوجّه بإخلاء عاجل لعمارة آيلة للسقوط بمنطقة الحبشي ويوفر سكن بديل ودعم مالي للمتضررين    القناة 12 الإسرائيلية: أهداف عملية إيران ستُحقق «خلال أيام قليلة»    «إير فرانس» تعلق رحلاتها إلى إسرائيل ودول خليجية    باكستان تحذر من اشتعال صراع أوسع فى المنطقة وتؤكد حق إيران فى الدفاع عن النفس    تواجد ميسي وغياب اللاعبين العرب.. تشكيل الأسبوع في كأس العالم للأندية    «المشاط» تُشارك في الاحتفال ب «اليوم الأولمبي» وتُكرم اللاعبة فرح المصري    رسائل ريبيرو الأخيرة ل لاعبي الأهلي قبل مواجهة بورتو    كيركيز يصل إنجلترا لإنهاء إجراءات انتقاله إلى ليفربول    بالأسماء.. إصابة 11 شخصًا في حادث تصادم على طريق الصعيد الزراعي بالمنيا    بسبب الميراث.. شخص ينهي حياة شقيقه ونجله بطلقات نارية في قنا    حادث التجمع الخامس.. سيدة تدهس أسرة بالكامل داخل حديقة بعدما اختلت عجلة القيادة بيديها    بعد افتتاح قصر ثقافة نخل.. وزير الثقافة: منارة جديدة للإبداع في قلب سيناء    في ذكراه ال30.. عاطف الطيب مخرج المهمشين الذي حوّل السينما إلى مرآة للوطن(تقرير)    الأوبرا تعرض فيلم «أبوزعبل 89» مجانًا للجمهور.. تعرف على الموعد والمكان    بعد عرضه .. أبطال «تاتانيا»: يتناول الصراع بين الجهل والمعرفة (صور)    وزير التعليم العالي يضع حجر أساس مركز علاج الأورام بجامعة الفيوم    وزير الصحة يفتتح اجتماع اللجنة التوجيهية الإقليمية «ReSCO»: دعم مصر للتكامل الصحي القاري    حوار - جوزيه يتحدث عن غضبه من مدير الكرة بالأهلي وعروض الزمالك.. ورأيه في كأس العالم للأندية    لاعب باتشوكا: وصفت روديجر ب"الجبان" فقط.. ومدربه: يمكنني القول إن هذا لم يحدث    "صفقات تعدي المليار وناس واخده زوجاتهم".. مجدي عبدالغني يفتح النار على لاعبي الأهلي    توقيع بروتوكول تعاون بين مصلحة الجمارك وجامعة الإسكندرية لتعزيز الاستثمار فى التنمية البشرية    جامعة حلوان ضمن أفضل الجامعات العالمية فى تصنيف QS 2025    رئيس الاستخبارات الروسية: واشنطن لم تخطر موسكو بشأن الهجوم على إيران    محافظ الإسكندرية يوجّه باستمرار إزالة التعديات على أراضي أملاك الدولة    إصابة 9 أشخاص في انقلاب سيارة ميكروباص بالبحيرة    جنايات المنيا تقضي بالسجن سنة مع الشغل لمتهم لتزوير محرر رسمى    أمن الجيزة ينتشل جثة طفل غرق بنهر النيل في الصف    الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على 5 أشخاص مرتبطين ببشار الأسد    السيسي يُعلن تدشين مقر جديد للمكاتب الأممية الإقليمية بالعاصمة الجديدة    سامو زين يستعد لبطولة فيلم رومانسي جديد نهاية العام | خاص    وزيرة البيئة تبحث مع محافظ الوادي الجديد فرص الاستثمار في المخلفات    سامو زين يستعد لطرح ميني ألبوم جديد    مجمع البحوث الإسلامية في اليوم الدولي للأرامل: إنصافهن واجب ديني لا يحتمل التأجيل    ما هي سبب بداية العام الهجري بشهر المحرم؟.. المفتي السابق يجيب    البورصة تواصل الصعود بمنتصف تعاملات اليوم    مجلس الشيوخ يعلن فض دور انعقاده الخامس والأخير    تناول هذه الأطعمة- تخلصك من الألم والالتهابات    أعراض سرطان العظام.. علامات تحذيرية صامتة    مي فاروق تحيي حفلا بدار الأوبرا مطلع يوليو المقبل    دعاء الحفظ وعدم النسيان لطلاب الثانوية العامة قبل الامتحان    خبير اقتصادي: غلق مضيق هرمز بداية كارثة اقتصادية عالمية غير مسبوقة    صباح الكورة.. ديانج يعلق على مواجهة الأهلي وبورتو و4 أندية تبحث عن مدربين جدد لموسم 2025    وزير التعليم العالي يضع حجر الأساس لمركز أورام الفيوم    الطائفة الإنجيلية بمصر تنعى شهداء «مار إلياس» بدمشق    «وزير الإسكان» يشدد على رفع مستوى الخدمات المقدمة لسكان ورواد قرى مارينا    ضبط أحد الأشخاص بالقليوبية لقيامه بإدارة كيان تعليمى "بدون ترخيص"    قريبًا .. هنيدى على مسرح الدولة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 23-6-2025 في محافظة قنا    حكم الشرع في غش الطلاب بالامتحانات.. الأزهر يجيب    اجتماع أوروبي مرتقب يناقش التصعيد في إيران وأزمات الشرق الأوسط    مندوب إيران بمجلس الأمن: أمريكا الوحيدة تاريخيا من استخدمت أسلحة نووية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منال لاشين تكتب : خدعة الصلاحيات الكاملة للجنزورى ..
نشر في الفجر يوم 17 - 12 - 2011


المجلس العسكرى منحه 10% فقط من صلاحيات المشير

صلاحياته الجديدة لا تزيد عن الصلاحيات التى منحها مبارك لنظيف

عبيد حصل على صلاحيات كبرى فخسر منصبه على الفور

لا يستطيع الجنزورى الحصول على قرض أجنبى دون موافقة المشير



طنطاوى يحتفظ بصلاحيات إبرام المعاهدات وتعيين المحافظين وتعيين عشرة نواب بمجلس الشعب وثلث الشورى واقرار الموازنة والعفو عن السجناء ما بقى للجنزورى يستطيع الحاكم العربى أن يمنح قلبه لامرأة تعرف عليها من عام أو من عدة أشهر، ولكنه لا يمنح صلاحياته أو جزءًا منها لنائبه أو زملاء العمل لو امتدت العلاقة بينهما لاكثر من ربع قرن. لقد منح الرئيس الفلسطينيى الراحل ياسر عرفات قلبه لسها عرفات ولكنه رفض أن يمنح رفقاء نضال العمر بعض الصلاحيات.

الرئيس المخلوع مبارك نفسه منح زوجته وأم الأولاد بعضا من أهم صلاحياته، ولكنه لم يفوض نائبه فى هذه الصلاحيات إلا فى الدقائق الاخيرة من زمنه، وذلك فى محاولة أخيرة منه لانقاذ حكمه.

ولذلك لم أصدق حكاية منح رئيس الحكومة الدكتور كمال الجنزورى صلاحيات كاملة. لم يستوعب عقلى أن المجلس العسكرى قد قرر تفويض شخص آخر فى صلاحيات كاملة. ولم تنطل على العالمين بأدبيات الحكام العرب القرار الصادر من المشير طنطاوى لنقل صلاحيات للجنزوري.

تفويض المشير جاء مقتضبا ولم يحدد الصلاحيات التى نقلها للجنزوري، ولكنه خلافا لكل القواعد القانونية اهتم بذكر الصلاحيات التى حرم منها الجنزورى وهى القضاء والجيش. فبدا للكثيرين أن الجنزورى قد حصل صلاحيات كاملة باستثناء الجيش والقضاء.

أول ملامح الخدعة أن التفويض جاء مقتصرا على منح الجنزورى صلاحيات الرئيس المنصوص عليها فى القوانين واللوائح. وبهذه الجملة اخرج المشير ومجلسه العسكرى كل صلاحياته المنصوص عليها فى الاعلان الدستورى الصادر فى مارس الماضي. وللدقة فإن المشير منح الجنزورى 10% فقط من صلاحياته فى اعلان مارس الدستوري.

تمنح المادة 56 من اعلان مارس المشير طنطاوى ومجلسه العسكرى عشر صلاحيات ذكرت على سبيل الحصر.

من بين هذه الصلاحيات تعيين رئيس الحكومة والوزراء والمحافظين. واقرار الموازنة العامة للدولة ودعوة مجلسى الشعب والشورى للانعقاد. وتعيين عشرة نواب بمجلس الشعب وثلث أعضاء مجلس الشوري. وتمنح المادة الدستورية المشير صلاحيات اصدار القوانين وابرام المعاهدات الدولية.

وفى آخر المادة وبعد تسع صلاحيات كبرى نأتى لعاشر صلاحية حيث المادة 56 تمنح المشير والمجلس كل صلاحيات الرئيس المنصوص عليها فى القوانين واللوائح.

وبعد الحديث عن منح صلاحيات كاملة للجنزورى لم يجد المشير ومجلسه العسكرى سوى نقل صلاحية واحدة للجنزورى من صلاحياته العشر. وهى صلاحية الرئيس المنصوص عليها فى القوانين واللوائح وبلغة الارقام التى لاتكذب فإن الجنزروى حصل فقط على 10% من صلاحيات المجلس العسكري.

ولكن الخدعة الكبرى لاتكمن فى الارقام والنسب فقط. الخدعة الكبرى تكمن فى الترويج لقرار التفويض كأنه سابقة سياسية أو إحدى نتائج ثورة 25 يناير. واللعبة السياسية الاخطر فى الحديث عن قصة التفويض الناقص وكأنه حدث غير عادى لم يحدث مرة بل عشرات المرات فى عالم السياسة فى مصر.

قصة تفويض رئيس الجمهورية لرئيس الوزراء فى بعض صلاحياته قصة قديمة ومملة وبايخة. وكان كل رئيس جمهورية فى مصر يصدر قرارًا جمهوريًا فور تشكيل الحكومة. ويختلف رقم القرار ولكن مضمونه واحد فى كل مرة.

فصلاحيات رئيس الجمهورية تعد بالمئات ومنتشرة ومتوغلة فى عشرات القوانين واللوائح. وبعض هذه الصلاحيات يفطس من الضحك. فهناك صلاحيات لرئيس الجمهورية فى قانون بناء الجبانات (الترب ). ورئيس الجمهورية هو صاحب الاختصاص فى تعيين كبار موظفى الدولة بما فى ذلك وكلاء اول الوزارات. وهو الذى يصدق على قرارات بنك ناصر الاجتماعى الخاصة بقروض ومساعدات الارامل والفقراء.

ولذلك كان كل رئيس جمهورية يمنح رئيس حكومته تفويضًا فى بعض اختصاصاته فى القوانين واللوائح غير المهمة او المؤثرة. لا يهم اسم رئيس الجمهورية او لقب رئيس الحكومة. ففى عهد مبارك حصل الدكتور كمال الجنزورى نفسه على تفويض من الرئيس المخلوع مبارك فى بعض صلاحياته غير المؤثرة. وقد جاء التفويض بقرار جمهورى رقم 23 لعام 1966. وبموجب هذا القرار حصد الجنزورى اربعين اختصاصا لمبارك فى مختلف القوانين واللوائح. ثم تكرر الوضع مع رؤساء الحكومة الذين خلفوا الجنزوري. وآخر قرار بمنح صلاحيات الرئيس لرئيس الوزراء كان القرار الجمهورى رقم 209 لرقم 2004. وكان القرار لنقل بعض صلاحيات مبارك لرئيس الحكومة السجين الدكتور احمد نظيف.

وربما يكون الدكتور عصام شرف هو رئيس الحكومة الوحيد الذى لم يصدر له مرسوم بنقل صلاحيات الرئيس فى القوانين واللوائح.

وتاريخيا كان رؤساء الحكومة يخشون من الاقتراب من عدد اضخم من صلاحيات الرئيس، ويعتبرونها نذيز شؤم.

وقد كان رئيس الحكومة المحبوس الدكتور عاطف عبيد اول رئيس حكومة فى عهد مبارك صدر له قرار جمهورى بصلاحيات اكبر، وكانت تلك الصلاحيات الاستثنائية بمناسبة سفر مبارك للعلاج. وتشاءم عبيد من هذا القرار، وكان الرجل محقا فى تشاؤمه. فقد قام مبارك بعزله من منصبه فور عودته من رحلة العلاج. فعندما يحصل رئيس الحكومة على صلاحيات كاملة من الرئيس فهناك خطأ بالتأكيد. لان القاعدة أن الحاكم لا يمكن أن يفوض احدا فى الصلاحيات الكبري. ولكنه يفوضه فى صلاحياته الصغري. وهذا بالضبط ما حدث مع الجنزورى فى عودته للسياسة بعد الثورة.

تعالوا مثلا نبحث عن صلاحيات الجنزورى فى مجال الاقتصاد او مواجهة الازمة الاقتصادية. بموجب التفويض فان الجنزورى يستطيع نقل بنود من الموازنة من باب إلى آخر. وهذا الاختصاص حصل عليه الجنززوى خلال حكم المخلوع مبارك ولكنه لم يفده فى شىء لمعالجة الازمات الاقتصادية. والآن لم ينقل المشير صلاحياته لابرام الاتفاقيات لرئيس حكومته. ولذلك يظل الجنزورى مقيدا فى الاقتراض من الخارج، لا يستطيع الجنزورى أن يوقع مع صندوق النقد على قرض ال3 مليارات دولار. فما هو الفارق اذن بين صلاحيات الجنزورى وصلاحيات سلفه الدكتور عصام شرف لاتمام قرض الصندوق من عدمه؟.

من ضمن الصلاحيات التى لم يحصل عليها الجنزورى صلاحية تعيين او عزل المحافظين. ولذلك تبقى يد الجنزورى مغلولة فى التعامل مع المحافظين او بالاحرى مواجهة ازمات المحافظات المختلفة.

وسيظل الجنزورى مقيدا فى اصدار القوانين قبل وبعد عمل مجلس الشعب. فاصدار القوانين لا يزال اختصاصًا أصيلاً للمشير حتى انتخاب رئيس الجمهورية. الجديد. ورغم كل ذلك لا يزال كل من المجلس العسكرى والدكتور الجنزورى يصران على حكاية الصلاحيات الكاملة. ربما اعتمادا على أن الناس مش فاضية تقرأ قرارات جمهورية قديمة أو تفسر مراسيم عسكرية حديثة. وربما لان الجنزورى يجاهد للحصول على أهم صلاحية لرئيس الحكومة وهى صلاحية أن يدخل مجلس الوزراء ويعقد اجتماعًا لحكومته. ويقال والعهدة على الراوى أن اخر حل ليمارس الجنزورى هذه الصلاحية هو أن يعقد اجتماع مجلس الوزراء بطريقة الفيديو كونفرانس. فيجلس هوفى بيته وكل وزير فى منزله ويتم الاجتماع عن بعد. ويقال أيضا إن الجنزورى سيبدأ هذا الاجتماع المثير بالتأكيد انه حصل على صلاحيات كاملة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.