اعيد في محافظة كركوك شمال بغداد الاحد افتتاح جسر "طاش كوبروا" الذي بني ابان الاحتلال العثماني للعراق قبل اكثر من 130 سنة، ليربط جانبي المدينة التي تجمع جميع اطياف العراقيين. وشيد هذا الجسر من الحجر بامر من الوالي العثماني نافذ باشا العام 1875، اثر تغزل شاعر بسيدة من اهالي كركوك (240 كلم شمال بغداد) بعدما انكشفت سيقانها وهي تركب زورقا لعبور نهر الخاصة وسط المدينة.
الا ان فيضانات وسيولا حدثت العام 1954 ادت الى انهيار مقطعين من الجسر، فبقي منذ ذلك الحين مجرد اطلال.
وقررت محافظة كركوك العام الماضي اعادة الحياة لهذا الجسر ليتم افتتاحه مع بداية العام الهجري الجديد.
وقال مدير الطرق والجسور في محافظة كركوك، المهندس قاسم البياتي متحدثا لوكالة فرانس برس "لقد تم احياء طاش كوبروا (الجسر الحجري)، وهو اول جسر في تاريخ كركوك، بطراز معماري عريق شمل اضافة اقواس تاريخية عند مداخله لاهميته التاريخية اضافة لموقعه الذي يربط جانبي المدينة".
وتتوزع على نهر الخاصة، ويطلق عليه التركمان "خاصة صو"، اربعة جسور يعد طاش كوبروا الاقدم والوحيد الذي يستخدم لعبور المشاة.
واوضح البياتي ان الجسر "يقع وسط المدينة ويربط جانبيها ويمتد من باب القلعة التاريخية حتى سوق المجيدية، ويبلغ طوله تسعين مترا وعرضه اربعة امتار، وهو مخصص لعبور المشاة".
وتولت شركة عراقية خاصة لاعمال البناء تشييد الجسر بكلفة بلغت 640 مليون دينار (حوالى 537 الف دولار).
واشار البياتي الى ان تصميم البناء جرى في المانيا بالاعتماد على رسوم الجسر الاصلية ورسومه.
ويروي زين العابدين رستم (79 عاما) وهو احد التجار التركمان من اهالي كركوك، ان "فكرة بناء الجسر جاءت ابان الحكم العثماني، بعدما تغزل شاعر بسيقان المرأة التي انكشفت عندما كانت تعبر النهر في زورق".
واضاف "انتشر خبر الشاعر عندها، ما دفع بالوالي نافذ باشا الى اصدار امر لاهالي كركوك ببناء الجسر".
وتابع "اندفع اهالي المدينة نحو تنفيذ الامر، فالاغنياء قدموا المال والفقراء قاموا بالعمل لبناء +طاش كوبروا+ الذي اصبح رمزا تاريخيا للمدينة بعد ذلك".
واكد رستم ان "افتتاح الجسر من جديد اعاد الحياة الى كركوك لانه تأكيد على تاريخها وهويتها العريقة".
واحتل العثمانيون العراق من العام 1534 حتى العام 1918.
ويقول الباحث والمؤرخ التركماني نجاة كوثر ان "اعادة افتتاح جسر +طاش كوبروا+ بعد بنائه من جديد يشكل عيدا لنا جميعا لانه يمثل شعار لكركوك كونه اثر تركماني".
واشار الى ان "التركمان يعتبرونه ملكا لهم وأثرا لوجودهم القديم، واعادة اثر تركماني بني في زمن العثمانيين هو بمثابة فرحة كبيرة".
ويرى كوثر ان وجود الجسر "دليل على وجودنا (كتركمان) الأصيل والقديم وعودته بمثابة وفاء الاحفاد للاجداد".
من جهته، قال محافظ كركوك نجم الدين عمر كريم (كردي) خلال حفل الافتتاح الذي شارك فيه المئات من اهالي المدينة ورموزها السياسية والاجتماعية ان "يوم افتتاح الجسر يوم سعيد كونه يمثل رمزا تاريخيا (...) وهدية جميلة للمدينة".
وتعد كركوك من اهم المحافظات العراقية كونها تجمع جميع اطياف المجتمع، العرب والاكراد والتركمان والمسيحين وغيرهم، اضافة لكونها بين اهم المواقع النفطية في البلاد.