ذكرت صحيفة التلجراف خبر بعنوان " عبود الزمر يرسم خارطة طريق إسلامية لحكم مصر " اوردت فيه الحديث عن فوز الإسلاميين بأغلب أصوات المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية وسلطت الضوء على عبود الزمر القيادي بالجماعة الإسلامية، والذي أطلق سراحه من السجن في أعقاب الثورة التي أطاحت بالنظام السابق بعد أن قضى فيه نحو 30 عاما نتيجة إدانته بتدبير اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات. بينما الزمر الذي كان صديقا مقربا لأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، يؤيد فكرة «المقاومة» ضد «المحتلين» في الشرق الأوسط ويقصد بهم أميركا وإسرائيل. ويرى من وجهة نظره أن على مصر أن تصبح «دولة مثالية» تطبق الشريعة الإسلامية، من خلال حظر بيع المشروبات الكحولية وتخصيص شواطئ مغلقة للنساء وقطع يد السارق، وهي العقوبة التي قال إنها لن تحدث لأنه لا أحد سيفكر في السرقة إذا ما تم تطبيقها. كما أن الانتخابات البرلمانية التي جرت الأسبوع الماضي أظهرت نجاحا مذهلا للأحزاب الإسلامية، الأمر الذي أثار قلقا عميقا لدى المرشحين الليبراليين ودفعهم لتوجيه نداءات يائسة للمصريين من أجل الحصول على دعهم في الجولتين المقبلتين من التصويت. وأضافت أن الثوريين من الطبقة المتوسطة سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين والذين أسهموا في الإطاحة بنظام مبارك، يريدون مزيدا من الحرية لكنهم يواجهون الآن إصرار من قبل البرلمانيين الإسلاميين على تطبيق الشريعة وحظر الكحول وتقليص بعض الحقوق الممنوحة للنساء. و أن نجاح الإسلاميين يؤكد أنهم باتوا لاعبين أساسيين ومؤثرين في ديمقراطية مصر الجديدة، وفي الوقت نفسه يصر عبود الزمر أنه مستعد لتقاسم السلطة، ونقلت عنه قوله: «نريد الانضمام إلى تحالف. يجب أن يثق الناس في الرؤية الإسلامية وأن يرتاحوا لها، ويعلموا أننا نقدر السلام والرحمة والعدالة والتنمية». وتوقع الزمر أن يفوز %7 من مجلس «الجماعة الإسلامية» في البرلمان، وهي الجماعة التي وصفتها الصحيفة ب «المتشددة» وأنها مسؤولة عن الهجمات القاتلة التي استهدفت العديد من السياح وبعض الأهداف المدنية في الماضي. ومن ناحية اخرى نتائج المرحلة الأولى التي أسفرت عن فوز الإسلاميين بالنصيب الأكبر من المقاعد تعتبر أمرا مفزعا للمسيحيين والجماعات العلمانية، وتوقعت أن يشكل حزب جماعة الإخوان المسلمين «الحرية والعدالة» ائتلافا إسلاميا مع منافسيه المتشددين إذا ما تكررت هذه النتيجة في الجولة الثانية، وهو أمر قالت الصحيفة إنه متوقع ويولد موجات من الخوف عبر العواصمالغربية. ونقلت عن الزمر قوله: «إن نتائج الانتخابات الأخيرة تمثل نهضة سياسية إسلامية غير متوقعة». وأوضحت الصحيفة أن الزمر كان هو العقل المدبر للاستراتيجية الثورية لحركة الجهاد الإسلامي، لكنه الآن يعرب عن أسفه عن عمليات القتل الجهادية، ونقلت عنه قوله: «إن مبارك كان أسوأ من السادات لأنه جمع بين الاستبداد والفساد». الزمر لا يوافق على قتل المدنيين، لكنه يرى أن المتشددين الإسلاميين في منطقة الشرق الأوسط من فلسطين إلى أفغانستان يقاتلون «المحتلين»، ونقلت عنه قوله: «إذا غادر الأميركيون هذه المنطقة فليس هناك ما يدعوهم للنضال». و يقول الزمر «إن الظواهري رجل لطيف وكريم جدا، فهو يصوم ويصلي ويمتلك قلبا رحيما ويكتب الشعر، لكنني أنصحه بشكل علني وأطالبه بمنع أي هجمات ضد المدنيين والسياح، وأقول له إن ذلك غير صحيح تماما». ولابد للزمر ان يجمع بين آراء تحترم الاختيارات الشخصية والسياسية وأخرى تبدو متطرفة في نظر الغرب، ونقلت عنه قوله: «ليس من المقبول أن ترتدي النساء البكيني وتتجولن أمام رجال غرباء، لا بد أن تكون هناك شواطئ مغلقة للنساء فقط».