الدكتور سعد الدين إبراهيم عالم الاجتماع السياسى ومؤسس مركز بن خلدون للدراسات الإنمائيةلبرنامج القاهرة اليوم الشعب المصرى أبهر الجميع، وظهرت الصورة الحضارية والمسالمة من القضاة والشعب والشرطة خلال الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب الجارية، مشيرا إلى أن عظمة مشهد طوابير الناخبين، ذكره بعظمة طوابير الأسرى الإسرائيليين فى حرب 73. وأن هناك بعض الهواجس من صعود التيار الإسلامى الذى سيكون له الأكثرية فى مجلس الشعب، موضحا أن تلك الهواجس أدت إلى وصول عدد المهاجرين المصريين للخارج خلال الشهور الأخيرة إلى 90 ألفا مقابل 60 ألفا فى العام الماضى، وذلك طبقا لدراسات مركز بن خلدون، مطالبا التيار الإسلامى فى مصر بأن يخطو ما خطاه الشيخ راشد الغنوشى فى تونس، واستدرك "سعد" قائلا إن كل بلد له خصوصيته، وأن مصر تختلف عن تركيا وتونس المتأثرين بأوروبا، مشيرا إلى تأثر تونس بفرنسا، ووجود أجزاء من تركيا داخل أوروبا، بالإضافة إلى رغبتها فى الانضمام للاتحاد الأوروبى، مما انعكس على تجربتيهما الإسلامية الديمقراطية، متوقعا أن تقترب مصر من النموذج التركى.
و إن الجيش المصرى سيحترم حكم الأغلبية لما له تراث وطنى يقضى بعدم تدخله فى السياسة الحزبية، حتى الرئيس جمال عبد الناصر حرص على أن يجعل الجيش مؤسسة مهنية بعيدة عن السياسة، وكان يرى أن دخوله السياسة مسألة استثنائية وليست قاعدة، وزاد الإصرار على ذلك بعد حرب 67، وأضاف أنه خلال آخر 30 عاما ارتفع عدد القيادات العسكرية الجديدة، التى حصلت على دورات فى الغرب بعكس القيادات السابقة التى لم تحتك إلا بدول الكتلة الشرقية التى غابت عنها الديمقراطية، مما أثر على تفكيرهم وجعلهم أكثر تقبلا لفكرة الديمقراطية، وأضاف أنه طالما يعتمد الجيش المصرى على الغرب فى السلاح فسيعتمد عليه أيضا فى التجربة الديمقراطية.
و اكد على أنه تأثر بكلام المشير طنطاوى حينما قال إن شباب التحرير أهانوه، وهو ما يعتبر تجاوزا من الشباب إلى من يعتبر نفسه أبوهم، وأضح أن من حق الشباب أن يكون متعجلا وثائرا لأن المرحلة العمرية تقتضى ذلك، وأضاف أنه مهما اختار وقرر المجلس العسكرى من أسماء أو طرق لإدارة المرحلة الانتقالية فسيعترض الشباب عليه، واقترح "طنطاوى" أن توكل مهمة المرحلة الانتقالية إلى أحد قضاة محكمة النقض أو المحكمة الدستورية العليا نظرا لحياديتها وثقة المواطنين فيها، أو عمل جمعية مشتركة من المجلس العسكرى والمجلس القضائى الأعلى، مشيرا إلى أنه طبقا لدراسات أجراها مركز بن خلدون أثبتت أن مؤسسة القضاء هو أكثر المؤسسات التى يثق بها المواطنون، وتليها مباشرة المؤسسة العسكرية.