هل كان النعيم في هذا الفجر على قيد الحياة؟ فقد أمطرت مساء ، ولكن مع اشراق شمس مصر الشتوية الشاحبة فقد جاءت حشود كثيرة واصطفوا خارج مراكز الاقتراع بصبر وحماس من شأنه أن يشين أي دولة أوروبية. فاثناء سيري رأيت بعض الطوابير الطويلة على مسافة نصف ميل ، و قد سقط نظام التصويت على الثقافة القديمة الفاسدة و لم يكن هناك رجال شرطة لتخويف الرجال والنساء الذين وصلوا لاختيار مرشحيهم ، و لم يكن هناك أي شكال أخرى من تزوير اختام البرلمان. لكن سؤالي بخصوص حماس وردزورث بالنسبة للثورة الفرنسية هو الضروري.
و قد تحولت الثورة المصرية عنيفة أيضا ،و تملق الإخوان المسلمون للجيش ، والذي لا يزال يعتقد انه يستطيع ادارة البلاد باعتبارها إقطاعية. ويمكن للبرلمان الذي صوت له الملايين من المصريين امس لا يستطيع ان يشكل الحكومة أو اختيار الوزراء فهل هذا ،بعبارة أخرى ،التحول الحقيقي؟ أم ان صديق مبارك الحميم المشير طنطاوي ورفاقه يعتقدون أنهم يستطيعون رفعه في مكان أعلى ، ليكون استطلاع الأمس وهم اخر لانتخابات حقيقية لمرشحين حقيقيين لن يكون لهم أي سلطة؟
و هناك قليل من الشك ان يكون هذا حزب الإخوان المسلمين و الذي يسمي نفسه حزب الحرية والعدالة وربما سيكون في حاجة الى التحالف معهم للحكم ، ولكن ، على ما أظن فان مصر العلمانية عانت من الموت ، بعد الثورة. الثورة لا يزال موجودا ،كما انه كان هناك صفوف من متظاهرين في ميدان التحرير امس وانتشر رجال الشرطة والجنود في الشوارع أيضا ، وهذا الأخير يراقب.
ولكن لا أحد يشكو. في الواقع ، غلب عنصر روح الدعابة تقريبا على القضية برمتها فقد كانت هناك رموز بارعة ومضحكة للاحزاب لمساعدة الأميين من خلال اوراق التصويت في بعض الأحيان كما يمكن ، يمكن أن تجد الملصقات في الشوارع و علي اعمدة الانارة يظهر عليها صور رموز الأسماك ، والمصابيح ، والجرارات ، ومفاتيح ، وأمشاط ، و-- خلاطات الفاكهة -- بشكل لا يصدق.