واصلت الصحف السعودية في افتتاحياتها اليوم الاهتمام بالانتخابات التى تجرى في مصر، مؤكدين ان الشعب المصرى هو الفائز الحقيقى فى هذه الانتخابات التى تشهد اقبالا منقطع النظير. وقالت صحيفة "الجزيرة": حقق المصريون فوزا أوليا باهرا وواضحا، في أول انتخابات برلمانية بعد سقوط نظام حسني مبارك، وسقطت دعوات المقاطعة ، التي حاول من دعوا إليها إفشال الانتخابات لحسابات حزبية، فازدحمت لجان الانتخابات وخلت ساحات التظاهر والاعتصامات.
وأوضحت أن الذي لاحظه المتابعون للانتخابات البرلمانية، أنه منذ الساعات الأولى لبدء الاقتراع كان الإقبال كبيرا، بل وكبيرا جدا في المحافظات التسع التي تشهد المرحلة الأولى من الانتخابات. ورأت أن انتخابات المرحلة الأولى شكلت نجاحا ملحظوا منذ الساعات الأولى، فالإقبال الكبير وتجمع الناخبين حتى قبل أن تفتح اللجان الانتخابية أبوابها، شكَّل ظاهرة جديدة على الانتخابات المصرية، وحتى في الانتخابات التي جرت في مناطق أخرى من العالم، إذ عادة ما يكون حضور الناخبين في الساعات الأولى بسيطا، ويظل يتصاعد عند منتصف النهار.. إلا أن تلك الصورة تغيرت في انتخابات المرحلة الأولى في انتخابات مصر إذ كان الإقبال ومنذ الساعة الأولى كثيفا، وقد سبق الناخبون القضاة ورؤساء الدوائر الانتخابية. هذا الإقبال الكبير للمشاركة - كما تقول الصحيفة - يؤكد أن المصريين تواقون الى اقتحام المستقبل وبناء مجتمع ينعم بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، من خلال إتاحة الفرصة للجميع لخدمة مصر. واكدت "الجزيرة" إنّ صناديق الانتخابات إذا ما جرت وفق ضوابط قانونية وتحت إشراف قضائي كامل، كما شاهدناه في انتخابات مصر الحالية، لا بدّ أن تفرز ممثلين حقيقيين لأولئك الذين يضعون مصلحة الوطن قبل أي اعتبار، على عكس الذين يتظاهرون ويعتصمون، مندفعين خلف عواطفهم أو تحرّكهم دوافع لا تخدم مصلحة الوطن.من جانبها اعتبرت صحيفة "المدينة" أن مصر سطرت صفحة جديدة في تاريخها المعاصر عندما دشنت المرحلة الأولى لأول انتخابات برلمانية منذ تنحي الرئيس السابق مبارك عن الحكم في فبراير الماضي، وذلك عندما قررت القفز على الانقسامات ومظاهر العنف التي شهدتها الأسبوع الماضي، وأجمعت رأيها على إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها، وهو ما تم بالفعل، عندما توجه ملايين المصريين منذ الصباح الباكر أمس للإدلاء بأصواتهم. ولفتت الصحيفة إلى أنه بدا من الواضح أن صناديق الانتخابات وحدتهم من جديد،
ونبهتهم إلى أن مصر في حاجة إلى تضافر جهود أبنائها والوقوف صفًا واحدًا أمام تحديات المرحلة، والمضي قدمًا في الطريق الذي اختاره شعبها في 25 يناير الماضي، وأن أي خروج عن هذا الطريق يعرض أمن مصر واستقرارها واقتصادها ومكتسباتها إلى مخاطر حقيقية. واكدت الصحيفة أن حلم الانتخابات الحرة العادلة والنزيهة التي ظلت فئات الشعب المصري وأطيافه تنتظرها عقودا طويلة أصبحت الآن حقيقة واقعة، وأن الواجب الوطني يتطلب المشاركة من كافة أبناء الشعب المصري في تقرير مستقبل مصر وأجيالها. وأوضحت أن الإقبال على الانتخابات التي تنتهي جولتها الأولى اليوم، وإجراؤها في امن وهدوء وسلاسة ، كل ذلك يدفع إلى التفاؤل بأن تتم تلك الانتخابات في أجواء طبيعية على نفس النسق التونسي والمغربي الذي أكد على أن الديمقراطية لا تعني فقط التصويت، وإنما أيضًا احترام نتائج هذا التصويت، والتعاون مع الفائزين بروح الشراكة وتقاسم المسؤولية في إعادة بناء الوطن، وتعلية صرحه، وتطوير أدوات صنع التقدم في كافة مرافقه ومؤسساته.
وخلصت الصحيفة إلى أن نجاح الانتخابات البرلمانية المصرية يعني أن مصر تخطت عقبة الانقسام والعنف بوجود برلمان يمثل كافة التيارات والأحزاب والقوى السياسية المصرية بعيدا عن أي محاولات لفرض أمر واقع من قبل أي حزب أو جهة تحاول كسب شرعيتها بوسائل أخرى.