تحدى عشرات الآلاف من المتظاهرين الشباب في أسبانيا الحظر الذي فرضته الحكومة وواصلوا اعتصامهم المفتوح في أشهر ميدان العاصمة مدريد. وبدأت الاحتجاجات يوم الأحد الماضي حيث احتل المتظاهرون ميدان بوريتا ديل سول معربين عن غضبهم من تفشي البطالة وإجراءات التقشف الحكومية والفساد السياسي. وكانت مفوضية الانتخابات الأسبانية قد قررت فرض حظر على التظاهر قبل إجراء الانتخابات المحلية والإقليمية المقررة يوم الأحد المقبل. ولكن المتظاهرين تحدوا الحظر وواصلوا اعتصامهم المفتوح ولم تتدخل قوات الشرطة لإخلاء الميدان. ووضع المتظاهرون شرائط لاصقة على أفواههم مع اقتراب موعد سريان الحظر للتعبير عن شعورهم بأنهم منعوا من إبداء رأيهم. واكتنف الصمت جنبات الميدان للحظات قبل أن ينفجر المحتجون مرددين هتافات وأغاني إعلانا عن تحديهم للحظر. وتقول مراسلة بي بي سي في مدريد سارة راينسفورد إن الاحتجاجات تحولت إلى اعتصامات عفوية ووفقا لمنظمين فإن محتجين خرجوا في 57 مدينة إسبانية أخرى استلهموا هذه الاعتصامات ونظموا احتجاجات مماثلة. ونظم الشباب الإسبان هذه الاحتجاجات التي تزايد المشاركون فيها حتى زاد عددهم عن 25 ألف شخص في مدريد وحدها بمعزل عن مشاركة النقابات العمالية والأحزاب السياسية. وينظم المعتصمون نشاطاتهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وموقع تويتر. ويطالب المتظاهرون بإيجاد فرص عمل وتوفير مستوى معيشي لائق ونظام ديمقراطي. وتعد نسبة البطالة في أسبانيا الأعلى في دول الاتحاد الأوروبي فقد بلغت 21.3 في المائة وهو ما يقدر ب4.9 مليون شخص بدون عمل معظمهم من الشباب صغار السن. ويحظر القانون الأسباني تنظيم تظاهرات قبل إجراء الانتخابات وبناء على ذلك أصدرت مفوضية الانتخابات قرارها بحظر التظاهر. وأعرب بعض المتظاهرين عن خوفهم من تعرضهم للقمع من قبل قوات الأمن وفض الاعتصام بالقوة ولكن وزير الداخلية الأسباني الفريدو بيريث روبالكابا أكد أن قوات الأمن لن "تحل مشكلة عن طريق إيجاد مشكلة أخرى".