أكدت صحيفة (إندبندنت) البريطانية أن الهدنة السارية حاليا بين متظاهري التحرير المطالبين بتخلي المجلس العسكري عن سدة الحكم وبين قوات الأمن المتمركزة فى شارع "محمد محمود" جاءت بعد ضغوط دولية متزايدة علي المجلس العسكري لتخليه عن العنف، ومحاولة إيجاد حلول لتهدئة الشارع، أو التسليم الفوري لسلطة مدنية. وقالت الصحيفة: إن المشاهد الدامية التى شوهدت فى ميدان التحرير منذ السبت الماضي والتى راح ضحيتها أكثر من 38 قتيلا ومئات الجرحى أثرت كثيرا على لهجات عدد من المنظمات الدولية وبعض الدول الغربية تجاه المجلس العسكري وهو ما نتج عنه هدنة التحرير، حسبما أوردت الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى إدانة الأممالمتحدة الاستخدام المفرط للقوة تجاة المتظاهرين بالتحرير، كما دعت ألمانيا إلى تسريع نقل السلطة إلى حكام مدنيين، ولفتت الصحيفة إلى موقف كل من الأممالمتحدة والولايات المتحدةالأمريكية اللذين عبرا عن قلقهما إزاء الاستخدام المفرط للقوة ضد متظاهرى التحرير، إضافة إلى إدانة العديد من المنظمات الحقوقية أحداث التحرير.
كما شجبت نافي بيلاى مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان ممارسات قوات الأمن المصرية لقمع المظاهرات.
وعبرت بيلاى عن أسفها وحزنها الشديدين حول الأحداث الدامية فى التحرير والمعاملات الوحشية التى يتعرض لها المحتجون مشيرة إلى قلقها إزاء التقارير الإعلامية التى اتهمت أحد ضباط الداخلية بإطلاق النار على أعين المتظاهرين.
وأضافت بيلاى فى تصريحاتها للصحيفة البريطانية أن تصرفات الجيش والشرطة أججت الوضع وزادت من أعداد المحتجين فى ميدان التحرير مطالبة بسرعة التحقيق فى الأحداث وإدانة المتورطين فى أعمال العنف ضد المتظاهرين.
ورأت (الإندبندنت) أن التنازلات التى قدمها طنطاوى لم تكن كافية لتهدئة المحتجين فى ميدان التحرير والذين مازالوا يطالبون بتنحي المجلس العسكري عن إدارة شئون البلاد.