فيينا (رويترز) - جلست اسرائيل وجيرانها العرب في نفس الغرفة يوم الاثنين في محادثات نادرة تتعلق بحظر الاسلحة النووية في الشرق الاوسط لكن الاجتماع شابه غياب ايران التي قاطعت المحادثات. وانتقدت دول عربية لاسيما سوريا اسرائيل بشأن الترسانة النووية التي يعتقد على نطاق واسع انها تمتلكها رغم انها لم تؤكد ذلك رسميا قط.
لكن رغم الانتقادات العربية المتوقعة لاسرائيل وصف مشاركون اليوم الاول للاجتماع المغلق الذي يستمر يومين بأنه كان أقل تصادما من التصريحات الساخنة التي تميز عادة المناقشات العلنية بشأن هذه القضية الحساسة.
وقال دبلوماسي عربي "المناخ جيد". وقال مبعوث غربي بشأن أول جلسة "كانت بناءة فيما يبدو".
من جانبها أوضحت اسرائيل رؤيتها بأن المنطقة غير مستعدة حتى الان لاقامة منطقة حظر للاسلحة النووية واستشهدت على ذلك بالاضطرابات السياسية والعداء وغياب الثقة الى جانب مقاطعة ايران للاجتماع.
ونقل عن ديفيد دانييلي نائب المدير العام لهيئة الطاقة الذرية الاسرائيلية قوله خلال الاجتماع "لا يمكن اطلاق مثل هذه العملية الا عندما توجد علاقات سلمية طبيعية في المنطقة وعندما تتراجع نظرة التهديد لدى الجميع والا بعد ارساء الثقة الاساسية بين دول المنطقة."
ووصف الاجتماع الذي تستضيفه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه محاولة لها أهمية رمزية لجمع كل الخصوم بالمنطقة في نفس المكان رغم أنه من غير المتوقع أن يتمخض عن نتيجة ملموسة.
وقال خبير مكافحة الانتشار النووي مارك فيتزباتريك مدير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان اسرائيل والدول العربية احتاجت الى استجماع ارادتها السياسية لحضور جلسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولذلك فان انعقاد الاجتماع في نهاية المطاف تطور ايجابي.
واذا جرت المحادثات بسلاسة مع التزام جميع الاطراف بالابتعاد عن الخطاب الحاد فقد يبعث هذا برسالة ايجابية قبل مؤتمر دولي مزمع عقده العام القادم بشأن اخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل.
واسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي لم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي. ويعتقد على نطاق واسع أنها تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط.
وتقول انها لن تنضم الى المعاهدة الا في اطار اتفاق سلام شامل في الشرق الاوسط مع الدول العربية وايران.
وتشتبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ان ايران ربما تسعى لتطوير اسلحة نووية وتخشى دول غربية من سباق للتسلح في المنطقة.
وقالت ايران انها لن تشارك في المناقشات بعد ان اصدر مجلس محافظي الوكالة قرارا يوم الجمعة يوبخها بخصوص انشطتها النووية.
وحث المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو وهو يفتتح اجتماع الاثنين على الانخراط في "تفكير جديد" وقال انه يأمل أن "تساعد (المحادثات) في تشجيع الحوار عن منطقة خالية من الاسلحة النووية" في الشرق الاوسط.
واتهمت ايران التي تنفي وجود هدف عسكري لانشطتها النووية أمانو بالانحياز للغرب والتقاعس عن التعامل مع الترسانة النووية الاسرائيلية المفترضة.
وقال مسؤول تابع المحادثات ان سوريا ولبنان ودولا عربية اخرى تحدثت في الجلسة الصباحية انتقدت اسرائيل مباشرة أو بطريقة غير مباشرة ودعتها الى الانضمام الى معاهدة عالمية لحظر انتشار الاسلحة النووية.
وقال المسؤول ان السفير السوري بسام الصباغ ذكر في الاجتماع ان القدرات النووية لاسرائيل تمثل "تهديدا جسيما ومستمرا" مضيفا ان تصريحات المبعوثين العرب الاخرين كانت أخف حدة.
وقال دانييلي ان "الشروط الاساسية" لدراسة انشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية لا تزال غير موجودة بما في ذلك الاعتراف المتبادل والعلاقات الطبيعية.
وأضاف وفقا لما ذكره أحد المشاركين "مقاطعة ايران لهذا الاجتماع مثال على غياب الشروط الاقليمية الاساسية."
وترفض ايران الاعتراف باسرائيل التي تعتبر بدورها برنامج طهران النووي تهديدا لوجودها.
وركزت المحادثات على تجارب مناطق خالية من الاسلحة النووية بينها افريقيا وامريكا اللاتينية وكيف يمكن أن تتعلم منها منطقة الشرق الاوسط. وتحدث ممثلون لتلك المناطق خلال الاجتماع.
وكانت الدول الاعضاء في الوكالة قد قررت في عام 2000 عقد الاجتماع لكن موافقة الاطراف المعنية على جدول الاعمال ومسائل أخرى استغرقت كل هذا الوقت. وتمت دعوة جميع الدول الاعضاء في الوكالة.
ووافقت فنلندا على استضافة مؤتمر في 2012 يبحث حظر الاسلحة النووية بالشرق الاوسط رسميا.