فيينا (رويترز) - قال دبلوماسيون يوم الاربعاء ان دولا عربية واسرائيل تعتزم حضور جولة نادرة من المحادثات الاسبوع المقبل لبحث جهود اخلاء العالم من السلاح النووي لكن ايران لم تحدد بعد ما اذا كانت ستشارك في الاجتماع. وينظر للاجتماع الذي تستضيفه الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة في فيينا يومي 21 و22 نوفمبر تشرين الثاني على أن له أهمية رمزية لسعيه لجمع أعداء بالمنطقة في مكان واحد والبدء في حوار رغم عدم توقع الخروج بأي نتيجة ملموسة.
واذا عقد الاجتماع بهدوء مع التزام نبرة هادئة في الخطاب من كلا الجانبين فانه قد يبعث بمؤشر ايجابي قبل مؤتمر دولي مزمع في العام القادم حول اخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل.
وقال دبلوماسي غربي لرويترز "انها فرصة جيدة للجميع للاجتماع والتفاهم لكني لا أعتقد أنه سيحقق نتيجة ملموسة."
وقال مبعوث عربي انه واخرون ربما يتحدثون في بياناتهم عن ترسانة اسرائيل النووية المفترضة لكنها لن تتضمن أي شيء "يخلق استقطابا" في قاعة الاجتماع.
وقال المبعوث "نتوقع تحديد القضايا بدقة التي يمكن ان تصبح عقبة أو عائقا امام انشاء منطقة خالية من الاسلحةالنووية في الشرق الاوسط وربما كيفية التعامل معها."
وقال الدبلوماسي العربي في تصريحات يمكن ان تثير قلق اسرائيل "الجميع يعلمون ان القدرات النووية الاسرائيلية تمثل عقبة كبيرة في هذا المسعى."
ويعتقد على نطاق واسع أن اسرائيل تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في المنطقة مما يثير انتقادات من دول عربية وايران من حين لاخر.
وتعتبر اسرائيل والولايات المتحدةايران خطرا يهدد المنطقة فيما يتعلق بانتشار الاسلحة النووية وتتهم كل منهما طهران بالسعي سرا لامتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية. ودعم تقرير أصدرته وكالة الطاقة الذرية في الاسبوع الماضي تلك المزاعم التي تنفيها ايران.
وستركز مباحثات الاسبوع القادم باشراف يوكيا أمانو مدير وكالة الطاقة الذرية على تجارب عالمية في اقامة مناطق خالية من السلاح النووي بما في ذلك افريقيا وأمريكا اللاتينية وصلة ذلك بالشرق الاوسط.
وقررت الدول الاعضاء في الوكالة عام 2000 ضرورة عقد مثل ذلك الاجتماع لكن حتى العام الحالي لم تتمكن الاطراف المعنية من الاتفاق على جدول الاعمال ومسائل أخرى.
ووجهت دعوة لجميع الدول الاعضاء في الوكالة وعددها 151 للمشاركة في المحادثات التي سيرأسها الدبلوماسي النرويجي البارز يان بيترسن لكن الحوار والمناقشات بين مبعوثي الشرق الاوسط ستكون محور الاهتمام.
وقال بيترسن للصحفيين يوم الاربعاء "أعتقد انه توجد ارادة حقيقية لجعل ذلك تجربة ايجابية... لقد شجعني ما سمعت اثناء المشاورات."
وقال دبلوماسيون ان اسرائيل والدول العربية قبلت الدعوة لكن ايران لم ترد بعد. وكانت طهران قالت في سبتمبر أيلول انها لا ترى مبررا لمثل هذا الاجتماع الان ووجهت انتقادا لاذعا لاسرائيل.
ولم تؤكد اسرائيل -البلد الوحيد في الشرق الاوسط الذي ليس عضوا في معاهدة حظر الانتشار النووي- أو تنف قط امتلاك سلاح نووي بموجب سياسة الغموض النووي.
وهي تقول انها لن تنضم للمعاهدة الا اذا كان هناك سلام شامل في الشرق الاوسط مع الدول العربية وايران. واذا وقعت اسرائيل هذه المعاهدة التي أبرمت عام 1970 فسيكون لزاما عليها التخلي عن الاسلحة النووية.
وقالت الاممالمتحدة الشهر الماضي ان فنلندا وافقت على استضافة اجتماع دولي ربما يسبب انقساما عام 2012 لبحث سبل جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وجاءت فكرة هذا المؤتمر من مصر التي دعت الى اجتماع مع كل الدول في الشرق الاوسط للتفاوض حول معاهدة من شأنها اقامة منطقة خالية من السلاح النووي.
ويقول دبلوماسيون غربيون ان مدى التزام واشنطن سيكون عنصرا أساسيا في نجاح أو فشل المحادثات التي تجرى العام القادم نظرا لانها الدولة الوحيدة التي يمكن أن تقنع اسرائيل بالحضور.
وقال بيترسن "اذا نجح (منتدى الاسبوع القادم) فانه قد يكون خطوة بناءة نحو (اجتماع) 2012 ."
وقال المبعوث العربي واخرون ان انشاء مثل هذا النوع من المناطق الخالية من الاسلحة النووية في الشرق الاوسط لن يحدث في وقت قريب.
وقال المبعوث لرويترز "هذا بعيد تماما. هذه القضية بالغة التعقيد. هناك الكثير من عدم الثقة بين الاطراف."