كشف منصور الضو آمر الحرس الشعبى الخاص بالعقيد الليبى الراحل معمر القذافى النقاب عن تفاصيل الساعات الأخيرة فى حياة العقيد والتى سبقت مقتله على أيدى الثوار بمسقط رأسه مدينة سرت الساحلية فى العشرين من أكتوبر الماضى. فمن خلال مقابلة أجرتها معه شبكة "سى إن إن" الامريكية - قبل أن يتم استجوابه من قبل أحد المحققين الليبيين فى مصراته بحضور ممثلى الشبكة - أوضح الضو، الذى ظل مواليا للقذافى حتى مقتله، ويعرف الكثير والكثير من أسراره، كيف تحول القذافى من "ملك ملوك إفريقيا" إلى هارب يبحث عن الطعام ويختبىء فى المنازل المهجورة بسرت.وأشار الضو - الذى كان يستقل نفس السيارة التى كان يستقلها القذافى فى رحلته الأخيرة - إلى أن القذافى كا يبدو خلال آخر ساعاته شديد القلق وتحول إلى "شخص غريب الأطوار"، مرجعا ذلك إلى حالة الخوف التى كان يعانيها.وأضاف أن القذافى كان فى هذه اللحظات يائسا من إتمام الرحلة التى كان يتجه فيها إلى قرية الجرف التى شهدت مولده، وتقع على بعد 20 كيلومترا غربي سرت، حيث أشار الضو إلى أن الإقدام على هذه الرحلة كان فى نظره هو شخصيا ضربا من ضروب الانتحار.
ورجح الضو أن القذافى كان يود الذهاب إلى قريته لأنه كان يريد أن يموت فيها أو يقضى أيامه الأخيرة هناك، موضحا أنه بعد أن تعرضت القافلة التى خرجوا فيها إلى قصف جوى من قبل حلف شمال الأطلسى (ناتو) حاول القذافى الفرار بحياته سيرا على الأقدام، وهرول إلى أن تمكن من الاختباء بإحدى أنابيب الصرف الصحى، إلا أن محاولته للفرار باءت بالفشل، وتم العثور عليه وقتله. وأشار إلى أن القذافى كان يعتقد أنه سيعود إلى حكم ليبيا من جديد، حيث كان يحبط باستمرار محاولات دائرة المقربين منه منذ مارس الماضى لإقناعه بمغادرة البلاد لصون كرامته وحفظ ماء وجهه، وهي الفكرة التى رفضها أبناؤه وعلى رأسهم سيف الإسلام الذى كان يقول "ليس من السهل على من حكم البلاد على مدى 42 عاما أن يترك ذلك فى دقائق."