أعلنت الجامعة العربية اليوم أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا يوم السبت المقبل لمناقشة العنف المستمر في سورية. وقالت الجامعة في بيان أصدرته اليوم إن الحكومة السورية لم تطبق الاجراءات المطلوبة منها بموجب المبادرة العربية التي وافقت عليها يوم الأربعاء الماضي لانهاء العنف في البلاد. ويقول مراسل بي بي سي لشؤون الشرق الأوسط ان الجامعة العربية قد تتخذ قراراً بتعليق عضوية سورية فيها.
وكانت الحكومة السورية قد وافقت على خطة عربية للخروج من الازمة تنص على وقف تام لاعمال العنف والافراج عن جميع الذين اعتقلوا على خلفية الحركة الاحتجاجية وسحب الجيش من المدن والسماح بدخول مراقبين وصحافيين دوليين تمهيدا لعقد مؤتمر حوار وطني بينه وبين كافة اطياف المعارضة السورية.
لكن تقارير الناشطين السورييين تقول إن العمليات الامنية لم تتوقف واوقعت قرابة ستين قتيلا منذ الأربعاء الماضي. وقالت الجامعة في بيان صدر الأحد أنه تمت الدعوة للاجتماع "في ضوء استمرار اعمال العنف وعدم قيام الحكومة السورية بتنفيذ التزاماتها التي وافقت عليها في خطة العمل العربية لحل الأزمة".
ويأتي هذا الاعلان يعد مناشدة الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي للرئيس السوري بشار الأسد تطبيق خطة الجامعة "فورا"، وحذر العربي من "كارثة" في حال استمرت اعمال العنف في سورية.
وعلى صعيد ردود الفعل الغربية اعتبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أنه "لم يعد هناك شيء ينتظر" من نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال جوبيه في تصريح لإذاعة اوروبا 1 "اعتقد شخصيا اننا لم نعد ننتظر شيئا من هذا النظام الذي رغم ما يعلن عنه من حين لاخر لن يجري اي برنامج إصلاحات".
تقارير المعارضة وميدانيا قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن اشتباكات عنيفة جدا اندلعت ليل الاحد الاثنين في حي بابا عمرو بحمص وسط سورية بين الجيش وجنود انشقوا عنه اسفرت عن سقوط العشرات من الطرفين بين قتيل وجريح.
وقال المرصد لن 19 شخصاً على الأقل قتلوا الأحد فيما جرح عشرات آخرون يوم الأحد خلال تظاهرات اجتاحت عدة مناطق في سورية.
وأشارالمرصد الى أن غالبية القتلى كانوا من مدينة حمص، وتحدث المرصد عن خروج مسيرات حاشدة بعد صلاة عيد الاضحى في عدد من المدن للدعوة إلى إسقاط النظام ودعم حمص. وأكد المرصد ان محافظة حمص تشهد منذ أسابيع عمليات عسكرية واسعة النطاق. من جهة اخرى أكد المرصد أن معتقلي الرأي والتظاهر السلمي في السجون والمعتقلات السورية دخلوا الاحد في اضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على عدم تنفيذ وعود من السلطات السورية بالافراج عنهم.
ويصعب التأكد من هذه التقارير بسبب القيود التي تفرضها السلطات السورية على وسائل الإعلام الأجنبية.
وقد أدى الرئيس بشار الاسد صلاة العيد في جامع النور في مدينة الرقة شمالي سورية كما ذكر الاعلام الرسمي. وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية إن الأسد وجه كلمة عقب الصلاة لحشود من المواطنين قال فيها إن "وقوف الشعب السوري ضد الفتنة والارهاب والتدخل الخارجي والتمسك بالمبادىء والمعتقدات القائمة على الحقوق المشروعة هو اساس صمود سورية في وجه ما يحاك ضدها من مؤامرات".
وأكد الأسد أن "سورية قوية بشعبها وخياراتها الوطنية وقرارها الحر ومصرة على العمل على استعادة حقوقها الوطنية كاملة".
وأضاف أنه "لا يوجد خيار امامنا سوى ان ننتصر في اي معركة تستهدف سيادتنا وقرارنا الوطني". ويتهم النظام السوري عصابات مسلحة" بالسعي الى زرع الفوضى في البلاد بهدف تقسيمها