حذر الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس "الدعوة السلفية"، السلفيين من التنافس فيما بينهم على تصدر المشهد والرغبة في تولي المسئولية، وقال إنه لاحظ من خلال تجوله على مؤتمرات الحزب في المحافظات وجود درجة من درجات التنافس، قلت بسببها نحن بحاجة إلى عمل (عَمرة داخلية)"، كتلك التي تحدث للسيارة حين تظهر عليها الأعطال.
ودعا برهامي جميع السلفيين إلى مراجعة النوايا جيدا، وقال: "أقول هذا الكلام لأنني أشعر بأزمة داخل الصف السلفي، وداخل الدعوة السلفية، من نوعية التعامل فيما بيننا، ومحاولة الاستئثار بمواطن المسئولية، الذي هو عبء ثقيل جدا، ومن حرص عليه وكل إليه".
وأضاف نائب رئيس "الدعوة السلفية" :قلت للإخوة نحن بحاجة إلى "عمل مؤتمر لجميع العاملين وجميع من رُشحوا لنعرف نياتنا إلى أين تتجه، هل نحزن من التكليف ونجد صعوبة ومشقة، أم نحن نجد رغبة وتنافس واستشراف لتحمل المسئولية". جاء ذلك في كلمة وجهها الشيخ برهامي إلى شباب حزب "النور" أمس.
ودعا الشيخ برهامي لضرورة " أن يقف السلفيون موقف المصارحة مع النفس والمراجعة للنوايا، حرصا على طهارة البيت واستعدادا للقادم، الذي وصفه بأنه أكبر وفوق الطاقة" موضحا: "هيبقى في دنيا، وهيبقى في فلوس، وهيبقى في مناصب".
أضاف :" الفلوس الآن قليلة والمشاكل كثيرة، لكن ربما هذا يكون أحسن، هيبقى في مناصب لكن ذلك قد يكون ضررا على من طلبها وعلى المجموع إذا كان الأكثر كذلك". واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته: "ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسها من قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم".
وكرر الشيخ السلفي التحذير من أن يحرص السلفيون على تولي المسئوليات، قائلا: "البركة في نصرة الدين ليست بكثرة الكلام، ولا بكثرة الحركة، ولا بالمناصب التي يتولاها الإنسان"، وأضاف: أن الأمر إذا كان مبني على حرص على خدمة الدين، فهو لا يتوقف على مكان، وكل من أراد أن يخدم الإسلام سيجد له دورا، أعطاه الناس هذا الدور أو لم يعطوه.. لأن الله عز وجل هو الذي يعطي على قدر النية والصدق في أننا فعلا نريد خدمة الإسلام، وأننا فعلا نريد نصرة الدين.
وتابع: "أنا أتصور أننا حين توكل إلينا المسئولية أن نقول (إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أعنا عليها)، وليس الفرح بأنها أسندت إلينا".
الشيخ برهامي حذر أيضا من السلوك الفردي الذي يتسبب في الضرر للمجموع، كما حدث في المؤتمر النسائي الذي أقامه الحزب وقام أحد الشباب بوضع يده أمام عدسة كاميرا أحد المصورين فهاجت الصحف ووسائل الإعلام بأن السلفيين يمنعون الصحفيين ويعتدون عليهم، قائلا: "انتبه جيدا أن أي تصرف أو سلوك فردي يعقبه محاسبة الجميع"، وأضاف: "لا بد لسلوك الإخوة أن يكون سلوكا إسلاميا، نسميه سلوكا حضاريا، نسميه خلقا حسنا، وفي نفس الوقت نكون مدافعين عن الحق الذي نسعى للدفاع عنه وتأكدوا أن الأمر بيد الله".
وأشار برهامي إلى أن "الدعوة السلفية" "وجماعة الإخوان" اتفقا على التزام الآداب الإسلامية في المنافسة الانتخابية، بحيث يكون تنافسا شريفا، وقال: هذا نقوله للإخوة عندنا حتى لو لم يلتزم به الإخوان.. نحن جميعا يحكمنا شرع الله سبحانه وتعالى، والمفروض أن الأمر بيننا يبنى على قوله صلى الله عليه وسلم: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه".