رغم الهزيمة الكبيرة التى لحقت بجماعة الإخوان المسلمين فى نقابة الأطباء، إلا أن فوز الجماعة بمقعد النقيب العام للأطباء، جاء مثيراً للحيرة، خاصة فى ظل اكتساح قائمة الاستقلال لأغلب النقابات الفرعية. ويكشف د.طارق الغزالى حرب، مرشح قائمة الاستقلال على منصب النقيب العام، عن كواليس ما حدث فى انتخابات الأطباء، موضحا أن جماعة الإخوان المسلمين قامت بعدد من الخطوات لعرقلة عملية التصويت، وهو ما يصب فى صالحها.
وشن حرب هجوما على د.حمدى السيد، نقيب الأطباء السابق، الذى قام باختيار اللجنة المشرفة على انتخابات النقابة بالكامل من الإخوان، بالإضافة إلى أن معظم المراقبين من العاملين فى النقابة، ينتمون إلى الإخوان، وهو ما دفعهم لمشاركة مرشحى الجماعة فى عرقلة عملية تصويت أنصار باقى المرشحين».
وقال حرب «من الممارسات غير الشريفة التى ارتكبتها الجماعة خلال الانتخابات، عدم وصول ورقة انتخاب النقيب العام إلى محافظة قنا، بحجة حدوث خطأ غير مقصود، ومعاودة انتخاب النقيب فى اليوم التالى للانتخابات، وهو ما أدى إلى عدم الإقبال على التصويت، وتصويت 45 طبيباً فقط على مقعد النقيب العام»، وهو ما دفع خالد وشاحى المرشح فى الانتخابات الفرعية بقنا، إلى تقديم بلاغ بالواقعة إلى المحامى العام لنيابات قنا، للطعن على نتائج الانتخابات الفرعية، مؤكدا أنه تم إغلاق أبواب اللجنة الانتخابية أمام الناخبين يوم الانتخاب لمدة خمس ساعات، وهو ما أجبر الناخبين على الانسحاب والعودة إلى منازلهم، دون أن يدلوا بأصواتهم.
ويستعد الدكتور خالد وشاحى للطعن على نتائج الانتخابات فى مجلس الدولة، والمطالبة فى الشق المستعجل بإيقاف جميع الآثار المترتبة على إعلان النتيجة، ليس فى قنا فحسب، لكن على مستوى النقابة العامة.
وفى نقابة الجيزة، المقيد بها 22 ألف طبيب، لم تتح الفرصة للتصويت إلا ل1800 طبيب، بسبب عرقلة مرشحى الإخوان لعملية التصويت، حسبما يقول حرب، وذلك عن طريق تعطيل صفوف الناخبين من الداخل، من خلال الإداريين التابعين لهم، كما تم تعطيل الناخبين خارج اللجنة، من خلال سد الطرق المؤدية للجان، بحجة انتظار دورهم فى التصويت.
وقال حرب إن أحد أسرار نجاح نقيب الأطباء الإخوانى خيرى عبد الدايم، هو التحالف مع عدد من مرشحى قائمة الاستقلال، الذين سعوا لمصالحهم الشخصية، فتخلوا عن دعم حرب، وعدم طباعة دعاية خاصة به، حيث ضمنوا فوز عبدالدايم مقابل الحصول على أصوات الإسلاميين على مقاعد المجلس، وهو ما كشفته الزيارات المتبادلة بين عبدالدايم ومجموعه من أطباء قائمة الاستقلال، قبل أن يتم عقد الانتخابات، لتكون مفتاح عبوره إلى مقعد النقيب، مع التضحية بحرب.