نفى وزير خارجية ليبيا فى نظام معمر القذافى ، والذى انشق عنه أواخر مارس الماضى وفر إلى بريطانيا ، اتهامات وجهت إليه بأنه كان يشارك بشكل مباشر فى عمليات تعذيب المعتقلين إبان الفترة التى كان يشغل فيها منصب رئيس جهاز المخابرات الليبية. ووصف كوسا هذه "الإدعاءات" التى كشف عنها أحد المعتقلين الليبيين السابقين لدى لقائه بأحد البرامج الوثائقية التى يبثها تليفزيون (بى.بى.سى) البريطاني بأنها "عارية تماما من الصحة ومدفوعة بدوافع انتقامية." وعلى العكس ، أوضح كوسا - الذى كان يعد بمثابة الذراع اليمنى للعقيد معمر القذافى - أنه تعاون بشكل كامل مع القيادة الجديدة للبلاد (المجلس الوطنى الانتقالى). ونقلت "بى بى سى" عن كوسا قوله اليوم فى بيان صادر عنه "إننى لم أقم بتعذيب أى أحد من قبل ولم أتورط بالمشاركة فى أعمال التعذيب، ولقد عملت منذ انشقاقى عن نظام القذافى على مشاركة قوات الثوار مخابراتيا ومعلوماتيا." كما نفى كوسا خلال هذا البيان - الذى نقله عنه محاموه - علمه بأية معلومات عن حادث تفجير طائرة الركاب عام 1988 المعروف بتفجير "لوكيربى". ويعيش كوسا فى الوقت الراهن بأحد الفنادق القطرية، حيث يقول إن بعض أصدقائه هم من يدفعون له تكاليف الإقامة فى هذا الفندق. وكان المعتقل الليبى السابق مفتاح الشوادى قد اتهم كوسا بتعذيبه صعقا بالكهرباء باستخدام قضيبا كهربائيا، وذلك أثناء اعتقاله فى سجن أبو سليم بالعاصمة طرابلس، كما أكد معتقل آخر أن كوسا كان على علم أيضا بالمعاملة السيئة التى يتلقاها، وأنه قام شخصيا باستجوابه بعد تعذيبه. وخلال المادة الوثائقية المرئية التى بثتها هيئة الإذاعة البريطانية، عرضت مقاطع مصورة لأحد محررى "بى بى سى" وهو يتعرض للدفع بقوة من جانب موسى كوسا أثناء محاولته الحصول على تعليقه على هذه المزاعم من جانب المعتقلين الليبيين، وذلك أثناء وجوده فى قطر.