مستند بدرجاتهم التنظيمية.. ومستوى أدائهم.. وتوزيعهم داخل مصر وخارجها
قوائم الإخوان تؤكد انتماء ممدوح الولى للجماعة وتمنحه صفة منتظم.. وهو ينفى أنه مرشح الجماعة
احتج المرشحون الإخوان فى انتخابات نقابة الصحفيين على من وصفهم بأنهم رجال المرشد العام، وأنهم نزلوا الانتخابات بولاءات مسبقة للجماعة.. دون اعتبارات جدية للعمل النقابى الذى ينتظره آلاف الصحفيين.. كل منهم - عددهم الرسمى 5 - يعلن أن له برنامجه الخاص الذى لا تتدخل فيه الجماعة. لا يوجد ما يجعلنا نكذب زملاءنا من صحفيى الجماعة بالطبع.. لكن أعتقد أننا يجب أن نؤخر الحكم قليلا بعد أن نقرأ هذه القوائم التى تسجل ما أطلق عليه «الجمعية العمومية للصحفيين».. الصحفيون هنا مقصود بهم الإخوان، والقوائم أعدت قبل انتخابات النقابة فى ديسمبر 2009 بحوالى شهر تقريبا، فالقوائم تحمل تاريخ 20 نوفمبر 2009، والانتخابات التى فاز بها مكرم محمد أحمد نقيبا جرت فى 13 ديسمبر 9002. توصيف جمعية عمومية الذى تحمله «موحى» جدا، فجماعة الإخوان تعتبر الصحفيين المنتمين لها كتلة واحدة، لهم جمعية عمومية.. وهو ما يستتبع وجود اجتماعات منتظمة لهم.. بل إنه يعكس أكثر أن صحفيى الجماعة كتلة تصويتية واحدة لا يشذ أحد ينتمى إليها عن رغبة الجماعة. القوائم على ثلاثة أنواع. القائمة الأولى وتضم الصحفيين الإخوان النقابيين العاملين فى مصر وعددهم 62.. وتحدد المحافظة التى ينتمون إليها وأماكن إقامتهم فى القاهرة.. ثم درجة انتمائهم للجماعة، وبالتوصيف الأخير نجدا أن لدينا 27 صحفيًا يحملون صفة عامل، و8 يحملون صفة منتسب، و7 منتظم، و8 أخوات، وصحفى متعاطف، وصحفى محب، وصحفى مؤيد، وصحفية زوجة أخ، وصحفى أمام خانته مسافر، وأربعة صحفيين بلا صفة. الصفات المتفاوتة تحدد وضع الصحفى فى الجماعة.. فالصحفى العامل يعتبر كادرًا إخوانيًا أساسيًا ومن حقه أن ينتخب وينتخب، ولابد أن يكون قد مضى على انضمام العضو العامل فى الجماعة خمس سنوات على الأقل، أما العضو المنتسب فليس من حقه أن ينتخب أو ينتخب داخل درجات الجماعة التنظيمية المختلفة.. وأن يشارك فى أنشطة الجماعة المختلفة كنوع من التدريب تمهيدًا لدخوله فئة العامل. هناك بعد ذلك فئات: المويد والمحب والمنتظم والمتعاطف.. وهى درجات تضع الإخوانى على القائمة.. تنظر لهم الجماعة على أنهم يمكن أن يأتى منهم الكثير، وتضعهم تحت اختبارات كثيرة، وهم فى النهاية يمثلون قوة كبيرة للجماعة. ويلاحظ أن المرشحين الخمسة الذين سجلوا أنفسهم فى انتخابات نقابة الصحفيين التى ستعقد الجمعة القادمة يحملون صفتى عامل ومنتسب.. وهم محمد عبد القدوس من جريدة الأخبار، وهانى المكاوى من جريدة الأحرار، وهانى صلاح الدين من جريدة اليوم السابع، وقطب العربى الذى كان يعمل فى جريدة الشعب، وكلهم من فئة عضو عامل، ويبقى خالد بركات من جريدة الأهرام وهو عضو منتسب. كان هناك مرشح سادس للجماعة وهو الزميل محمد مصطفى من جريدة الأخبار، وبعد أن أعلن عن سعادته على صفحته على الفيس بوك بثقة مكتب الإرشاد فى اختياره ليكون مرشحا للجماعة فى انتخابات النقابة تحت السن، عاد واعتذر مرة أخرى دون إعلان أسباب واضحة. القائمة الثانية تضم أسماء الصحفيين الإخوان العاملين فى مصر ولكنهم غير نقابيين، عددهم 27 صحفيا وتتوزع انتماءاتهم للجماعة على النحو التالى 2 عضو عامل، 4 منتسب، 3 منتظم، صحفى مؤيد، صحفى محب، ثم 2 بنت أخ، وأخت واحدة، وصحفى ليس له ارتباط، وصحفية ليست لهم علاقة بها، و6 صحفيين دون صفة محددة فى القوائم.. اللافت للانتباه كان فى القائمة الثالثة التى تحمل أسماء الصحفيين الإخوان النقابيين العاملين فى الخارج، وهؤلاء 19 صحفيًا عاملاً، و2 منتسب، و3 بدون صفة، وأخت واحدة، وأشهر هؤلاء الزميل قطب العربى الذى كان يعمل فى الإمارات وعاد منذ سنوات. الانتساب لجماعة الإخوان ليس سبة بالنسبة لنا لا قبل الثورة ولا بعدها، ولكن ما يمكن أن نعيبه على البعض هو إنكاره الانتماء للجماعة بأى شكل من أشكال الانتماء.. على سبيل المثال الزميل ممدوح الولى الذى يأتى فى القائمة الأولى رقم 43، وبياناته كالتالى: مدينة نصر - ضعيف الانضباط فى الأسرة - علاقة بلجنة المهنة - شرق القاهرة - منتظم. الجماعة تقر بانضمام ممدوح الولى إليها.. هو أحد أفرادها، يمكن أن يكون كما ترى الجماعة غير منضبط تنظيميا، لكنه ابنها لا يمكنها أن تتبرأ منه، ولو أعلنت الجماعة أنها لا تدعمه.. فإن ذلك يأتى فى العلن فقط ولحسابات انتخابية صرفة. الغريب أن ممدوح الولى نفسه يعلن أنه ليس مرشح جماعة الإخوان.. وهو حر فيما يقوله، لكن أولى درجات الشفافية والصراحة كانت تقتضى أن يكون صريحا مع من يريد أن يمنحوه أصواتهم ليكون نقيبا لهم. القوائم غير المعلنة تضع أيدينا فى حقيقة الأمر على بعض الحقائق منها مثلا أن الجماعة لا تحترم من يختلف معها، حتى لو كان المختلف هذا عضوا منتسبا لأى درجة متقدمة فى الجماعة، عبد الله الطحاوى مثلا وهو صحفى حر لا ينتمى لمؤسسة صحفية معينة، وضعت الجماعة أمامه الآتي: الشرقية - ضعيف الانضباط الفكرى - مشكلة فى الفهم. يمكن أن نفهم حكاية ضعيف الانضباط الفكرى هذه على أساس أن عبد الله الطحاوى لهم نشاط مكثف فى الملف القبطى وقام بكتابة أفلام وثائقية عن البابا شنودة وجدت صدى هائلاً لدى عرضها على قناة الجزيرة، وقد لا يعجب هذا كهنة الجماعة، لكن ما لا يمكن أن نستوعبه أن يوصف صحفى من قبل الإخوان بأن لديه مشكلة فى الفهم. تعكس كذلك وضع المرأة المزرى داخل جماعة الإخوان المسلمين، رغم أن من بين الصحفيات من حصلن على درجات علمية متقدمة ولهن بصمات فى عملهن الصحفى مثل فجر عاطف وهبة زكريا.. تصف الجماعة الصحفيات بالأخت فلا درجات للنساء فى الجماعة ولا تمييز لهن، كما أنها تلحق الصحفية زوجة الإخوانى أو أخته على كتلتها التصويتية، حتى لو لم تكن إخوانية، رغم أنه من الصعب أن تجد إخوانيا ليس متزوجا من إخوانية. لا أقصد إلى الغمز واللمز فى صحفيى الإخوان بالطبع، ودليل ذلك أنى لم أنشر الأسماء كلها.. أننى أستعين فقط ببعض الأسماء التى لها بصمة، لكن ما أقصده بالفعل أن تغييرا كبيرا حدث فى أداء صحفيى الإخوان فى انتخابات نقابة الصحفيين. فقبل الثورة كانوا يستندون إلى حائط النضال ومقاومة النظام.. وهو ما كان يكسبهم تعاطف الكثيرين، أما الآن فيسندون ظهورهم إلى الاستقواء بالجماعة.. يفكرون فيها ويوجهون وجوههم شطره.. فولاؤهم الأول له.. وما عضوية نقابة الصحفيين بالنسبة لهم إلا وسيلة يعملون من خلالها لوجه الجماعة الأعلى.. إنهم جنود المرشد فى النقابة.. حتى لو أنكروا أو حاولوا أن يتبرأوا من ذلك