تناولت الصحف السعودية في افتتاحياتها اليوم التعليق على الاحداث التى شهدتها مصر وألمحت الى قوى خفية ظلامية واياد خارجية تحاول العبث بامن واستقرار مصر، مؤكدة أن العالم العربي كله وبالأخص السعودية يقف مع مصر في مثل هذا الظرف، ويأمل أن تتجاوز هذه المحنة وأن تمضي بقوة نحو المستقبل. وقالت صحيفة "الوطن" إن الشعب المصري أكبر من مثل هذه الفتنة، وهو قادر -إلى جانب قيادته- على تجاوزها بالحكمة. وأكدت الصحيفة ان استقرار مصر ضمانة للاستقرار العربي، وجنوح مصر لعدم الاستقرار والفتنة هو دافع لجنوح كبير في المنطقة نحو الأمر نفسه، ولذلك فإن العالم العربي كله وبالأخص السعودية يقف مع مصر في مثل هذا الظرف، إذ يأمل الجميع أن تتجاوزه البلاد، وأن تمضي بقوة نحو المستقبل. وقالت "الوطن" : لا يجب أن يغيب عن ذهن المتابع أنه منذ بدأت المواقف المصرية بالتشدد حيال إسرائيل، لم يخف كثير من المحللين الإسرائيليين أن الضمانة الوحيدة لأمنهم هي أن تظل مصر في حالة بلبلة وتشتت داخلي، وهناك من الدول من يتربص بأمن مصر واستقرارها، ومن يحاول الدخول على الخط الداخلي كما شاهدنا في هذه الأحداث من أجل إشعال فتنة طائفية. من جهتها، قالت صحيفة "المدينة" إن هذه الفتنة ظهرت بعد أن لاحت في الأفق بوادر مصر الجديدة التي ينعم مواطنوها بكل أطيافهم الدينية والسياسية بالحرية والعدل والمساواة، من خلال دولة القانون التي لا مجال فيها للفساد والمفسدين، ولا مكان فيها للبلطجية والمتآمرين. ورأت أن مصر اليوم ليست في حاجة إلى المظاهرات والشعارات واللافتات، بقدر ما هي في حاجة إلى التفاف الشعب المصري كله، قلبا وقالبا حول هدف واحد وغاية واحدة. وتابعت الصحيفة : ليس من الصعب إدراك أن الأحداث الدامية التي شهدتها مصر مساء الأحد لم تأت اعتباطا...بل جاءت نتاج عمل شرير تم تدبيره بالخفاء من قبل قوى خبيثة مندسة لا ترجو خيرا لمصر ولا صلاحا لشعبها. من جانبها، كتبت صحيفة "اليوم" تحت عنوان "الفتنة تشتعل في الكنانة" إن ما حدث في مصر يوم أمس الأول حادث خطير جدا، وأكبر من مجرد مطالب للطائفة القبطية، ولا يمكن وصفه إلا أنه محاولة للي ذراع مصر، خاصة أن الحديث عن إشعال الفتنة الطائفية في مصر ليس جديدا، وإنما تكرر على مدى العقود الماضية، تكراراً يثير المخاوف. وأشارت الصحيفة إلى أن الأبواق الموالية لإسرائيل، هي التي تردد في أنحاء العالم المظالم القبطية وتروج لحملة كره، لزرع الألغام حول قرار الدولة المصرية، بزرع الفوبيا القبطية والتخويف منها، وكأن الأقباط قد حلوا بمصر حديثا، بينما أقباط مصر قد تعايشوا طويلا مع المجتمع المصري المسلم على مدى 1400 عام، وحاولت القوى المناوئة لمصر تحريض الأقباط وإشعال الفتن، طوال هذه الحقب، لكن الأقباط كانوا، على مدى مئات السنين، أعصى من أن يثاروا وأقوى من أن يستجيبوا للمشائين بالفتنة، وأحصن من أن يكونوا صدى للمتاجرين باسمهم. ورأت أن السيناريو الذي حدث لا يعبر عن حكمة، لأن كان من الافضل للاقباط اللجوء إلى الطرق القانونية وحقوق المواطنة، فهي وحدها التي تضمن تحقيقا لأية مطالب للأقليات. واعتبرت اضطرابات يوم الأحد شذوذا عن الحكمة القبطية التي، على مدى تاريخ مصر الإسلامي، أوجدت للأقباط بالذات، احتراماً خاصاً ومكانة مميزة في أوساط المسلمين. ومضت تقول : وكانت هذه الحكمة القبطية تقضي بتحييد المتطرفين القبطيين، والمزايدين والمتاجرين باسم الأقباط، وكانت الكنيسة القبطية تتولى بحكمتها التاريخية، حل المشاكل الطارئة بيسر ومحبة وسلام. وبينت أن التيارات السياسية المتطرفة في الوسط القبطي قد تغلب تأثيرها على المشهد القبطي، بتأثير الدعايات من خارج الحدود والقنوات المحرضة، فهمشت الحكمة القبطية لصالح مزايدات ومزايدين يعيشون خارج مصر، ولا هم سوى تسجيل بطولات تلفزيونية على حساب سلام الطائفة القبطية والأمن الوطني المصري. ولفت إلى أن هذه الصورة تنافي كليا الموقف القبطي التاريخي الطليعي دائما في كل القضايا الوطنية المصرية، وهو موقف مجرب ومسجل في التاريخ، ومن المؤسف أن تتمكن قلة متطرفة من لي الموقف القبطي الصلب، لتختطفه وتستخدمه وقودا لفتنة ليست من شيم الأقباط ولا من عاداتهم ولا من تقاليد حكمتهم التاريخية.