نشرت صحيفة "مسكوفسكيه نوفوستي" مقالا للمحلة السياسية يلينا سوبونينا عن زيارة وفد المعارضة السورية إلى موسكو،جاء فيه : حل في العاصمة الروسية يوم الاثنين وفد من المعارضة السورية، وذلك بعد مرور أقل من أسبوع على الفيتو الروسي ضد مشروع قرارٍ أممي يدين نظام بشار الأسد. إن روسيا ، وبخلاف الغرب، تنطلق من أن مسؤولية ما يجري في سورية تقع على عاتق السلطة والمعارضة سواءً بسواء. والرئيس الروسي دميتري مدفيديف في حديثٍ له بعد التصويت في مجلس الأمن لم يستبعد احتمال رحيل النظام إذا لم يستطع تنفيذ الإصلاحات. وعند استقباله المعارضين السوريين في موسكو يوم أمس أكد ممثل الرئيس الروسي ميخائيل مارغيلوف "أن الفيتو الروسي ليس تبرئة للنظام السوري، ولا "كارت بلانش" ليفعل ما يريد. وإذا لم يفهم النظام السوري هذه الإشارة ، فعليه أن يفهمها في أقرب وقت". لقد تزامن وصول وفد المعارضة مع الموعد المقرر لاجتماع اللجنة الروسية السورية للتعاون التجاري الاقتصادي والعلمي التقني في موسكو هذه الأيام. ويترأس الوفد السوري وزير المالية محمد الجليلاتي، أما الوفد الروسي فيترأسه نائب رئيس الوزراء الكسندر خلوبونين. وفي الوقت نفسه ، فإن تزامن وصول وفد من المسؤولين السوريين ، ووفد من معارضيهم ، إلى العاصمة الروسية يبعث على الافتراض بأن موسكو قد تغدو وسيطا بين الطرفين المتصارعين. وتنقل الصحيفة عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله "إن قادة هذه الأحزاب المعارضة أو تلك يتخوفون من اعتقالهم أو اضطهادهم ، وذلك لافتقاد الثقة بالنظام. ونظرا لعلاقاتنا مع الشعب والحكومة في سورية ، فقد تغدو موسكو مكانا وساحة لمثل هذه اللقاءات". غير أن المشكلة تكمن في أن لقاء كهذا في العاصمة الروسية حتى لو تم الآن، فلن يكون ذا دلالة تذكر. إن وفد المعارضة السورية هذا لا يتألف من المعارضين في الخارج الأكثر حزما ضد النظام، بل من ساسة متعاونين مع النظام. ويترأس الوفد الشيوعيُ قدري جميل القادم من دمشق الذي يقيم فيها بشكل دائم. كما يضم الوفد رئيس الحزب القومي السوري علي حيدر، والسياسي عادل نعيسة، والأب طوني دورا. وتنقل الصحيفة عن ممثل المعارضة السورية الخارجية في موسكو محمود حمزة قوله إن زيارة الوفد "مسرحية، لأنه لا علاقة له بالمعارضة الحقيقية".