تجاوز عدد النازحين من سرت وبلدة بني وليد، حيث ترفض «كتائب القذافي» الاستسلام وتحتجز الاف المدنيين رهائن، الخمسين الفاً بعدما عاشوا اياماً صعبة في ظروف مزرية، كما قالت بعثة من الصليب الاحمر الدولي زارت سرت وسلمت بعض المساعدات الطبية الى المستشفى فيها اضافة الى اكياس لجثث الموتى. وأعلنت اللجنة ان سرت تعاني وضعاً انسانياً بائساً، في وقت تستمر المعارك بين بين مقاتلي المجلس الوطني الليبي الانتقالي وانصار القذافي. وقال ممثل اللجنة الدولية للصليب الاحمر هشام خضراوي «ان السكان المحاصرين يموتون بسبب عدم توافر الخدمات الطبية الأساسية».
وكان المجلس الوطني امهل المدنيين في سرت يومين لمغادرة المدينة، وهي مهلة انتهت امس دون اية اشارات الى قبول انصار القذافي الاستسلام. وتسيطر قوات المجلس على مرفأ سرت ومطارها لكنها لم تسيطر بعد على المدينة بأكملها.
وقال المقاتلون، العائدون من الخطوط الامامية، انهم سيطروا على جزء كبير من منطقة بوهادي جنوب غربي المدينة، وهي «معقل القذاذفة ولعدد كبير من المقربين من العقيد المخلوع الذين يؤمنون بامكانات عودة الغائب».
ونسبت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) الى عبد الحميد المدني الامين العام للهلال الاحمر الليبي حديثه عن وجود أكثر من خمسين الف نازح بسبب المعارك في سرت وبني وليد. وأوضح المدني أن عدد النازحين من سرت، التي يسكنها نحو 100 ألف نسمة، بلغ نحو 18 الفا ومن بني وليد 25 ألفا، مؤكدا أن هذا العدد في ارتفاع مستمر.
وفي واشنطن دعا السناتور جون ماكين الولاياتالمتحدة الى تقديم مساعدة طبية لالاف الجرحى في النزاع الليبي، خصوصا ان ليبيا تفتقر الى امكانات طبية.
وقال ماكين في برنامج «فايس ذي نايشن» مع شبكة «سي بي اس»: «قتل 25 الف شخص واصيب ثلاثة الاف باعاقة فضلاً عن ستين الف جريح وفق ارقام حكومتهم، علينا ان نساعدهم».
وامل ماكين، العائد من زيارة لطرابلس رافقه فيها اعضاء آخرون في مجلس الشيوخ الاميركي، ان يتم نقل جرحى ليبيين الى المستشفى العسكري الاميركي في لاندستول (المانيا) او ان ترسل الولاياتالمتحدة سفينة مستشفى قبالة طرابلس «او اذا كان الامر يشكل خطورة الى مالطا».
واضاف «نستطيع مساعدتهم، انهم لا يملكون الوسائل الطبية لمعالجة كل هؤلاء الناس»، معتبرا ان «هذا الامر سيكون مهماً جدا» بالنسبة الى العلاقات بين واشنطن والسلطات الجديدة والشعب الليبي.