يتزامن اليوم مع ذكرى رحيل الفنان الكبير صلاح ذو الفقار، أحد أعمدة السينما المصرية، الذي عرفه الجمهور ممثلًا من طراز نادر، بينما قد يجهل كثيرون وجهه الآخر كمنتج صاحب رؤية فنية واعية، يضع قيمة العمل فوق أي حضور شخصي أو حسابات نجومية. لم يكن ذو الفقار من أولئك الذين يسعون للظهور في كل عمل يشاركون في إنتاجه، بل كان يؤمن بأن الفيلم الجيد يفرض نفسه بذاته، وأن نجاح التجربة لا يرتبط بوجود المنتج أمام الكاميرا، بل بصدق الفكرة واكتمال عناصرها الفنية. إنتاج «شيء من الخوف».. حين انتصر للفيلم من أبرز المحطات التي تكشف عمق وعيه الفني، إنتاجه لفيلم «شيء من الخوف»، أحد العلامات الفارقة في تاريخ السينما المصرية. ورغم أنه كان في ذلك الوقت زوجًا لبطلة الفيلم شادية، إلا أنه اتخذ قرارًا حاسمًا بعدم المشاركة في العمل كممثل، مؤكدًا أن الأدوار المطروحة لا تناسبه، وأن فريق التمثيل المختار أكثر ملاءمة لطبيعة الشخصيات، رافضًا أن يفرض نفسه فقط من باب الوجود. ولعل من أشهر المواقف المرتبطة بالفيلم إصراره على تنفيذ هاويس حقيقي بدلًا من ديكور مصطنع، إيمانًا منه بضرورة تحقيق أعلى درجات المصداقية في مشهد فتح شادية للهاويس رغم رفض شخصية «عتريس» التي جسدها محمود مرسي، ليخرج المشهد كما أراده المخرج، صادمًا وصادقًا في آن واحد.