رغم تقدم الأهلي بهدف دون رد على الزمالك في الشوط الأول من كأس السوبر المصري المقام على استاد محمد بن زايد بأبوظبي، فإن الأداء العام للفريقين جاء أقل من المتوسط، وسط تحفظ تكتيكي وندرة في الفرص الحقيقية، باستثناء لقطة الهدف التي حملت بصمة الثنائي زيزو وأشرف بن شرقي. المدير الفني للأهلي ييس توروب بدأ اللقاء بتشكيل هجومي ظاهريًا، لكنه فضّل الحفاظ على التوازن في وسط الملعب. وبعد مرور دقائق من اللقاء، أجرى تعديلًا تكتيكيًا ذكيًا بتحريك بن شرقي إلى الجبهة اليسرى، ووضع زيزو في اليمين، مع منح تريزيجيه دور لاعب الوسط رقم 8 إلى جوار ديانج ومروان عطية، ما منح الفريق مرونة أكبر في الانتشار والضغط على دفاع الزمالك. هذا التبديل أعاد الانضباط إلى الخط الأمامي، وفتح المساحات أمام زيزو الذي استغلها ببراعة حين مرر كرة الهدف إلى بن شرقي، ليسجل الأخير بلمسة من فئة الكبار في شباك محمد عواد. توروب بدا وكأنه «دفن» بن شرقي مؤقتًا في اليمين في بداية اللقاء، لكنه أدرك سريعًا أن اللاعب يحتاج إلى حرية أكبر على اليسار ليُفجّر إمكانياته، وهو ما حدث بالفعل بعد التعديل. على الجانب الآخر، لم ينجح أحمد عبد الرؤوف مدرب الزمالك في إيجاد التوليفة المناسبة هجوميًا، بعدما راهن على سيف جعفر في الوسط الهجومي، لكنه خسر الرهان حتى الآن بسبب البطء في التحول وقلة الإمداد للمهاجمين. أما شيكو بانزا، فرغم سرعته وانطلاقاته الخطيرة، إلا أن قراراته النهائية كانت ضعيفة، حيث أهدر انفرادًا تامًا كان كفيلًا بتغيير مسار المباراة. الزمالك ظهر تائهًا في بناء الهجمة، مع بطء واضح في الانتقال من الدفاع للهجوم، في حين استغل الأهلي مهارة لاعبيه الفردية أكثر من العمل الجماعي لتحقيق التقدم. الخلاصة، شوط أول متكافئ في الاستحواذ لكن متفوق للأهلي في التنفيذ. توروب كسب المعركة التكتيكية بمرونة في الأدوار وتوظيف ذكي للنجوم، بينما عبد الرؤوف ما زال يبحث عن التوليفة المثالية ويفتقد الفاعلية أمام المرمى. الكرة الآن في ملعبه لإجراء التعديلات المناسبة إذا أراد العودة في الشوط الثاني.