من مدينة الجونة المطلة على البحر الأحمر، انطلقت الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي لتؤكد من جديد أن الأحلام حين تُروى بالصبر والإصرار تتحول إلى واقع يبهر الجميع. وفي تصريحات تلفزيونية، عبّر عمرو منسي المدير التنفيذي للمهرجان عن فخره بما وصل إليه هذا الحدث الفني، مؤكدًا أن فكرة المهرجان بدأت كحلم صغير بين مجموعة من عشّاق السينما، لكنها تحولت بمرور الوقت إلى منصة عالمية تفتح أبوابها أمام المبدعين من كل أنحاء العالم، وتجمعهم على أرض مصر في احتفال استثنائي بالفن والحياة. وقال منسي إن ما يميز مهرجان الجونة ليس فقط عروض الأفلام أو النجوم الذين يشاركون فيه، بل روح الشغف والإبداع التي تملأ أجواءه، وتحوله إلى مساحة للحوار والتبادل الثقافي بين صناع السينما. وأضاف أن كل دورة جديدة تحمل تحديات أكبر، لكنها في المقابل تؤكد أن مصر قادرة على تنظيم حدث عالمي بمعايير تضاهي أعرق المهرجانات الدولية. وشهدت الدورة الثامنة هذا العام لحظات إنسانية وفنية مؤثرة، أبرزها تكريم النجمة منة شلبي بمنحها جائزة الإنجاز الإبداعي، في تقدير لمسيرتها التي تمتد لأكثر من عقدين من الزمن قدّمت خلالهما أدوارًا شكلت علامات فارقة في السينما المصرية والعربية، لحظة التكريم كانت مفعمة بالعاطفة، إذ بدت منة متأثرة وسط تصفيق الحضور ودموع الفخر التي ارتسمت في عينيها. أما المفاجأة العالمية فكانت حضور النجمة كيت بلانشيت، التي حلت ضيفة شرف المهرجان، وخطفت الأنظار على السجادة الحمراء بإطلالة أنيقة تجمع بين القوة والرقي. وتم تكريمها بجائزة "بطلة الإنسانية" تكريمًا لمبادراتها الإنسانية ودورها في دعم قضايا اللاجئين والبيئة، إلى جانب مسيرتها الفنية الحافلة بالنجاحات في هوليوود والعالم. وتنوعت فعاليات المهرجان هذا العام بين العروض السينمائية والندوات والحوارات المهنية التي جمعت كبار صناع السينما، حيث ضم البرنامج الرسمي عشرات الأفلام من مختلف دول العالم، ما بين روائية طويلة ووثائقية وقصيرة، مع مشاركة مصرية قوية بخمسة أفلام ضمن مسابقاته، إضافة إلى عرض فيلم الافتتاح "هابي بيرث داي" الذي حظي بإشادة جماهيرية، وفيلم "السادة الأفاضل" الذي عُرض ضمن فعاليات خاصة بحضور صناعه ونجومه. أما لجان التحكيم فقد جاءت بتشكيل يجمع بين الخبرة والتنوع الثقافي، حيث ترأست النجمة ليلى علوي لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة إلى جانب المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وعدد من الأسماء العالمية. وتولى المخرج الفرنسي نيكولا فيليبير رئاسة لجنة الأفلام الوثائقية الطويلة، بينما قاد المخرج مهدي فليفل لجنة الأفلام القصيرة، وجاءت لجنة النجمة الخضراء لتكرم الأعمال التي تدمج بين الإبداع السينمائي والقضايا البيئية بمشاركة جانا وهبة ومي الغيطي ونيكلاس إنغستروم.