قفزت أسعار النفط بأكثر من 4% خلال تعاملات يوم الخميس، مواصلة مكاسبها من الجلسة السابقة، بعد أن أعلنت الولاياتالمتحدة عن عقوبات جديدة على شركتي الطاقة الروسيتين العملاقتين روسنفت ولوك أويل بسبب استمرار الحرب في أوكرانيا. وسجل خام برنت ارتفاعًا بمقدار 2.71 دولار أو 4.3% ليصل إلى 65.30 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 2.56 دولار أو 4.4% ليصل إلى 61.06 دولارًا للبرميل. تأثير العقوبات على الأسواق العالمية وأوضح محلل السلع في بنك ساكسو، أولي هانسن، أن العقوبات دفعت المصافي في الصينوالهند للبحث عن موردين بديلين لتجنب الاستبعاد من النظام المالي الغربي، ما أدى إلى صعود الأسعار. ومن المتوقع استمرار التقلبات في أسواق النفط بسبب التحولات الجيوسياسية، خاصة مع استعداد واشنطن لاتخاذ مزيد من الخطوات التصعيدية، ودعوة موسكو لقبول وقف إطلاق النار في أوكرانيا. وفي وقت سابق، فرضت بريطانيا عقوبات مماثلة على نفس الشركتين، بينما وافق الاتحاد الأوروبي على الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات ضد روسيا، شملت حظر واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي. ردود فعل الهند وتحديات التوازن العالمي تشير مصادر في قطاع الطاقة إلى أن المصافي الهندية ستضطر لتقليص وارداتها من النفط الروسي بشكل كبير، خصوصًا بعد أن أصبحت الهند أكبر مشتري للنفط الروسي المخفض منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا. وأفادت المصادر أن شركة ريلاينس إندستريز تخطط لتقليص أو وقف وارداتها من الخام الروسي خلال الفترة المقبلة. لكن محللين أبدوا شكوكًا حول قدرة العقوبات على تغيير ميزان العرض والطلب العالمي، حيث قال كلاوديو غاليمبرتي من شركة ريستاد إنرجي إن العقوبات السابقة على روسيا خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية لم تقلص إنتاجها النفطي أو إيراداتها بشكل كبير. تراجع سابق للأسعار قبل ارتفاعها الحالي وكانت أسعار النفط قد تراجعت الشهر الماضي نتيجة مخاوف من زيادة المعروض بعد قرارات أوبك برفع مستويات الإنتاج، إلا أن بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أظهرت انخفاض مخزونات النفط الخام والبنزين والديزل مع تحسن الطلب المحلي على الوقود، مما ساهم في دعم الأسعار مجددًا.