• السوق الآسيوية لن تكون قادرة على استيعاب ملايين براميل النفط التي كانت روسيا ترسلها إلى أوروبا يوميا • إنتاج النفط الخام قد يبدأ في الانتعاش منتصف عام 2023 إذا تمكن الاقتصاد الروسي من تجاوز العقوبات سلط موقع "أويل برايس" الضوء على انخفاض إنتاج النفط الروسي منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، على الرغم من ارتفاع أسعار النفط والغاز، الذي أدى إلى ارتفاع العائدات الروسية إلى مستوى قياسي. وفي هذا الصدد، يكافح مُنتجو النفط الخام في روسيا من أجل طرح كل النفط المُنتج في الأسواق، وخاصةً الأوروبية، فنتيجة لانخفاض الطلب على منتجات الطاقة الروسية، تراجعت إنتاجية المصافي المحلية. وتشير التقديرات إلى أن إنتاج روسيا من النفط الخام انخفض بنحو 9% في أبريل الماضي إلى متوسط 9.16 ملايين برميل يوميا فقط، وهو ما يقل بأكثر من مليون برميل عن حصة البلاد في اتفاق "أوبك+". وفي منتصف مايو 2022، كان إنتاج روسيا من النفط أقل بمقدار 830 ألف برميل يوميا عما كان عليه في فبراير الماضي. وأظهرت بيانات من وزارة الطاقة الروسية أن شركة "روسنفت"، التي تُعد أكبر منتج وأكبر شركة تكرير في روسيا، تسهم ب560 ألف برميل يوميا من هذا الانخفاض. علاوة على ذلك، قفزت حصة آبار "روسنفت" المعطلة من 17% من جميع الآبار في بداية العام إلى ما يصل إلى 30% في أبريل الماضي،كما شكلت الآبار المعطلة في شركة "باشنفت" التابعة لشركة روسنفت 55% من جميع آبار "باشنفت" في أبريل الماضي. وانخفض إنتاج مصافي "روسنفت" بنحو 28% في أوائل مايو الماضي، مُقارنة بما كان عليه قبل الحرب في أوكرانيا، حيث إنه منذ بدء الحرب تواجه "روسنفت" صعوبة في العثور على مشترين لشحنات تحتوي على ملايين البراميل من النفط الخام الفوري، حيث تتجنب أوروبا النفط الروسي، بينما لا تكفي الصينوالهند لاستيعاب النفط غير المرغوب فيه لدى الغرب. وحتى الآن، تظل صادرات النفط الروسية متوقفة إلى حد كبير؛ حيث إنه اعتبارًا من 15 مايو الماضي، اضطرت الشركات التجارية الدولية الكبرى إلى وقف جميع المعاملات مع شركات "روسنفت" و"غازبروم" و"ترانسنفت"، التي تسيطر عليها الدولة بموجب عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على روسيا. وأوضح التقرير أن ذلك لا يأخذ في الاعتبار تأثير حظر الاتحاد الأوروبي المُحتمل على النفط الروسي بعد التسوية مع المجر الرافضة لفرض الحظر. وتدَّعي روسيا أنها قد بدأت في العودة إلى معدلات الإنتاج الطبيعية، حيث تقول "موسكو" من جهتها: إنها زادت إنتاجها النفطي في مايو 2022 بما يتراوح بين 200 ألف و300 ألف برميل يوميا، بعد تراجُع كبير في الإنتاج والتكرير في أبريل الماضي، وتنفي أي تلميحات بوجود أزمة في صناعتها النفطية. كما تؤكد روسيا أنها تبحث عن سوق لنفطها بعيدًا عن أوروبا، وفي هذا الشأن تعمل الحكومة الروسية على زيادة الصادرات إلى الهندوالصين، لكن يشكك المحللون في أن السوق الآسيوية ستكون قادرة على استيعاب ملايين براميل النفط التي كانت روسيا ترسلها إلى أوروبا يوميا قبل الحرب. في ضوء ذلك، يعتقد المحللون أن إنتاج روسيا النفطي قد ينخفض بمعدل 3 ملايين برميل يوميا في النصف الثاني من عام 2022، ومن المُقرر أن يتأثر إنتاجها لسنوات بالعقوبات التي تفرضها أوروبا، والتي تُعد أمن كبرى أسواقها. ليس ذلك فحسب، بل يقول بعض المحللين: إن بعض الآبار التي تم إغلاقها منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في نهاية فبراير 2022 قد لا تعود لإنتاج النفط مُجددًا؛ مما يؤدي إلى تآكل الطاقة الإنتاجية الفائضة لروسيا بشكل دائم. وختامًا، أشارت شركة "ريستاد إنرجي" لأبحاث الطاقة إلى أن إنتاج النفط الخام قد يبدأ في الانتعاش في منتصف عام 2023، إذا تمكن الاقتصاد الروسي من تجاوز العقوبات، وخلق طلب محلي إضافي على النفط، وعلى الرغم من ذلك، تؤكد الشركة أن العديد من الآبار المغلقة قد لا تعود إلى الإنتاج، مما يعني أنه سيتم تدمير بعض الطاقة الاحتياطية الروسية.