بعد عامين من القصف والدمار.. غزة تلتقط أنفاسها أخيرًا مع بدء سريان وقف إطلاق النار، بعد عامين من القصف والدمار والدموع، تستيقظ غزة اليوم على أول لحظة هدوء حقيقي منذ اندلاع الحرب، مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار ظهر اليوم بتوقيت فلسطين، إيذانًا بمرحلة جديدة تفتح أبواب الأمل بعد أطول موجة عنف شهدها القطاع في تاريخه الحديث. الساعة الثانية عشرة ظهرًا كانت لحظة فارقة.. لحظة صمتت فيها أصوات الانفجارات التي لازمت سماء غزة لأشهر طويلة، وبدأت الأمهات يرفعن أعينهن نحو السماء بخليط من الخوف والرجاء، بينما ينتظر الأطفال أن يعودوا إلى مدارسهم دون أصوات الطائرات ولا صفارات الإنذار. وجاء هذا التطور ثمرة مفاوضات مضنية استمرت لأسابيع، قادتها مصر وقطر وتركيا بوساطة أمريكية مباشرة، ضمن ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحت مسمى "خطة غزة للسلام"، والتي تهدف إلى إنهاء الحرب وبدء إعادة إعمار شاملة للقطاع. وبحسب نص الاتفاق، فقد دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ظهر اليوم، متضمّنًا وقفًا شاملًا لجميع العمليات العسكرية، وبدء انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع، إلى جانب السماح بدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية بإشراف دولي فوري. المشهد في غزة اليوم مختلف تمامًا: الشوارع ما زالت تحمل آثار القصف والدمار، لكن الوجوه تحمل بصيص أمل خافت بأن يكون هذا الهدوء بداية نهاية الحرب، لا استراحة بين جولتين. المواطنون يتحدثون عن "يوم صعب على الذاكرة، لكنه بداية لحلم بالاستقرار والعيش الكريم". وأكدت مصادر دبلوماسية أن مجلس سلام دولي سيُعلن قريبًا لمتابعة تنفيذ الاتفاق والإشراف على خطة إعادة الإعمار، التي من المتوقع أن تبدأ خلال أسابيع، بمشاركة فاعلة من مصر وقطر وتركيا والأمم المتحدة. ويُعد هذا الاتفاق أول وقف شامل لإطلاق النار منذ عامين من الحرب التي خلّفت آلاف الضحايا ومليارات الخسائر، ويمثل حسب مراقبين نقطة تحول في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفرصة حقيقية لإعادة إعمار ما دمرته الحرب وبناء مستقبل أكثر استقرارًا للقطاع.