تواجه العاصمة اليمنية صنعاء أزمة صحية متصاعدة، بعد أن قامت مليشيات الحوثي المدعومة من إيران بإغلاق مئات العيادات الطبية خلال الشهر الماضي، في إجراءات وصفها مراقبون بال تعسفية. وأكدت تقارير محلية أن هذه الإجراءات أسفرت عن توقف خدمات الرعاية الصحية الأساسية لمئات الآلاف من المواطنين، في وقت يزداد فيه الطلب على الرعاية الطبية بسبب الأمراض المزمنة والحوادث اليومية. وأشار مسؤولون في وزارة الصحة اليمنية إلى أن أغلب العيادات المتضررة كانت تقدم خدمات طبية أساسية مثل الرعاية الأولية، معالجة الأمراض المزمنة، الفحوصات المخبرية، وتقديم العلاج للأطفال والنساء الحوامل. وأضافوا أن هذا الإغلاق يعمّق معاناة المرضى ويزيد من مخاطر انتشار الأمراض المعدية، خاصة في ظل تدهور الوضع الاقتصادي وارتفاع أسعار الخدمات الصحية الخاصة. وفقًا للتقارير الميدانية، فقد تسببت هذه الإجراءات في ضغط هائل على المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية القليلة المتبقية، حيث اضطرت العائلات للانتظار لساعات طويلة للحصول على الخدمات الطبية أو التوجه إلى المراكز الخاصة التي باتت تكلفتها باهظة. ويشير الخبراء إلى أن مثل هذا الوضع يهدد الحياة الصحية للمواطنين ويزيد من معدلات الوفاة الناجمة عن أمراض يمكن علاجها بسهولة إذا توفرت الرعاية الطبية. تداعيات الإغلاق على الصحة العامة والاقتصاد المحلي تعد هذه الإجراءات ضربة مزدوجة على القطاع الصحي والاقتصاد المحلي في صنعاء. فمن جانب، أدى الإغلاق إلى زيادة حالات الإهمال الطبي وارتفاع أعداد المرضى الذين يحتاجون إلى علاج عاجل.
ومن جانب آخر، فقد أدى توقف العيادات إلى فقدان فرص عمل للكثير من الأطباء والممرضين والفنيين الطبيين، مما انعكس سلبًا على مستوى المعيشة واستقرار الأسر العاملة في القطاع الصحي. الحوثيون في اليمن يعلنون استهداف مناطق "حساسة" في إسرائيل بصاروخ أسرع من الصوت قطع خطوط إمداد الحوثيين عبر البحر الأحمر يحمي الملاحة الدولية في اليمن وأشار خبراء الصحة العامة إلى أن هذه الممارسات تضعف القدرة على مكافحة الأمراض المعدية، خاصة في ظل انتشار حالات وبائية مثل الكوليرا والأمراض التنفسية، التي تتطلب استجابة سريعة من مراكز الرعاية الصحية الأولية، كما أن توقف العيادات يمنع حصول المرضى على الفحوصات الدورية والعلاجات المنتظمة للأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، ما يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة. إلى جانب ذلك، فقد أدى الإغلاق إلى زيادة الضغط النفسي والاجتماعي على الأسر، إذ أصبحت كثير من العائلات مضطرة للسفر لمسافات طويلة للوصول إلى مراكز طبية، أو الاعتماد على العلاجات التقليدية التي قد تكون ضارة. ووفقًا لتقارير محلية، فقد زاد عدد المرضى الذين اضطروا إلى استخدام خدمات الإسعاف الطارئة بنسبة 30% خلال الشهر الماضي نتيجة توقف الخدمات الأساسية. كما يؤكد الخبراء أن هذه الإجراءات تشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، خاصة الحق في الرعاية الصحية، ويشيرون إلى أن القطاع الصحي في صنعاء كان يعتمد بشكل كبير على العيادات الخاصة لتخفيف الضغط على المستشفيات الحكومية، وبالتالي فإن الإغلاق التعسفي يفاقم الوضع الإنساني في العاصمة. توصيات عاجلة للحفاظ على الصحة العامة في صنعاء فتح العيادات المتضررة فورًا ووضع آلية لمراقبة عملها لضمان استمرارية الخدمات. توفير الدعم اللازم للأطباء والممرضين الذين تأثروا بالإغلاق، لضمان استمرار تقديم الخدمات الطبية الأساسية. تعزيز الرقابة الصحية على المرافق المتبقية لمنع انتشار الأمراض المعدية والمضاعفات الناتجة عن توقف العلاج. التعاون مع المنظمات الدولية لتوفير الدعم العاجل للمواطنين والقطاع الصحي في صنعاء. تطبيق برامج توعية صحية لتعريف المواطنين بأهمية الفحوصات الدورية والإجراءات الوقائية في ظل تراجع الخدمات. تشير التطورات الأخيرة إلى تدهور خطير في الوضع الصحي في صنعاء، بعد إغلاق مئات العيادات الطبية من قبل مليشيات الحوثي. هذه الإجراءات التعسفية لم تؤثر فقط على الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية، بل أدت إلى زيادة معاناة المرضى، تفاقم الأمراض المزمنة، وانتشار الحالات الطارئة. ويستدعي الوضع تدخلًا عاجلًا من السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية لضمان استمرارية تقديم الرعاية الصحية وحماية حقوق المواطنين في الحصول على علاج طبي فعال. إذا استمرت هذه السياسة، فإن الأثر الصحي والاجتماعي سيكون كارثيًا على سكان العاصمة، وقد تمتد تداعياته إلى باقي محافظات اليمن، مما يزيد من الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ القطاع الصحي. اقتحام الحوثيين لمكاتب الأممالمتحدة في اليمن: تصاعد التوتر وانتهاك حقوق العاملين الإنسانيين القضاء اليمني يضيق الخناق على الحوثيين بتجميد الأموال وحظر التعامل معهم