قالت الدكتورة ميرفت السيد مدير المركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة إن الأول من أكتوبر من كل عام يذكرنا باليوم العالمي للمسنين. وأكدت أن هذه المناسبة تفتح باب النقاش حول حقوق كبار السن واحتياجاتهم الصحية والنفسية. وأضافت أن المجتمع مطالب بالحفاظ على هذه الثروة البشرية الغالية. وأشارت إلى أن التحديات تزداد في ظل الأمراض المعدية وتسارع إيقاع الحياة. وأوضحت أن دخول المسن إلى قسم الطوارئ لا يعد حدثا عابرا، فالشاب قد يحتمل أزمة بسيطة لكن المسن غالبا ما يعاني من أكثر من مرض مزمن. وذكرت أن ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب وهشاشة العظام تضعه في دائرة الخطر. وأضافت أن ضعف المناعة يزيد من هشاشته ويضاعف من خطورة أي أزمة صحية. وأكدت أن الأزمة البسيطة قد تتحول إلى كارثة عند كبار السن، فالسقوط على الأرض قد ينتهي بكسر في الحوض يهدد الحياة. وأشارت إلى أن نزلة برد بسيطة قد تتطور إلى التهاب رئوي حاد. وأضافت: أن جرعة دواء زائدة أو متداخلة قد تسبب غيبوبة أو هبوطا حادا في الدورة الدموية وأن التعامل مع المسن في الطوارئ يتطلب دقة خاصة. واردفت موضحة المسن يعتبر مريضا هشا يحتاج إلى سرعة في التشخيص كما يحتاج إلى دقة في إعطاء العلاج ومتابعة مستمرة والهدف هو تفادي أي مضاعفات قد تهدد حياته. وأوضحت أن العدوى تمثل التحدي الأكبر للمسنين في كل مكان فمع تقدم العمر يضعف جهاز المناعة مما يزيد من قابلية الإصابة مشيرة إلى أن الأمراض المعدية تشكل خطرا مضاعفا عليهم. وأكدت أن هذه الفئة أكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة والوفاة. وقالت إن الإنفلونزا الموسمية قد تؤدي إلى التهاب رئوي وفشل تنفسي لافتة إلى أن الالتهاب الرئوي البكتيري يعد من أهم أسباب الوفاة في كبار السن، وأكدت أن فيروس كورونا كشف بوضوح أن المسنين هم الحلقة الأضعف في مواجهة العدوى. وأضافت أن هناك نصائح بسيطة يمكن أن تحمي كبار السن من المخاطر. وأشارت إلى أهمية المتابعة الطبية المنتظمة مع أطباء الباطنة أو القلب أو السكر. وفي هذا السياق أكدت أن الكشف الدوري يحمي من تطور الأمراض وأوضحت أن الوقاية تظل دائما أهم من العلاج. وشددت على أهمية التطعيمات الدورية لهذه الفئة وأكدت أن تطعيم الإنفلونزا السنوي يحمي من مضاعفات خطيرة وأضافت أن تطعيم كورونا أو الالتهاب الرئوي ضروري كذلك وأشارت إلى أن هذه الإجراءات تقلل من احتمالات العدوى والمضاعفات. كما أشارت إلى ضرورة الالتزام بمواعيد الأدوية لكبار السن وأوضحت أن كتابة العلاج بشكل واضح يسهل الالتزام به مشددة على أهمية متابعة الأدوية بدقة لتجنب الأخطاء. وأضافت أن التغذية الصحية من أساسيات رعاية المسنين مؤكدة على ضرورة تناول غذاء متوازن غني بالخضروات والفواكه والبروتين وأكدت على أهمية شرب المياه بانتظام وتقليل الدهون والسكريات وأوضحت أن الغذاء السليم يحافظ على المناعة ويحمي من الأمراض. وأشارت إلى أن النشاط والحركة ضروريان للحفاظ على صحة المسن وأن المشي ولو عشر دقائق يوميا يفيد كثيرا. مضيفة أن التمارين البسيطة تساعد في تقوية العضلات. وقالت إن التقرب من كبار السن يمثل جزءا مهما من الرعاية وأكدت أن الحضور الدائم والاستماع لهم يمنحهم الطمأنينة.ط وأوضحت أن الاهتمام والتقدير يرفع من معنوياتهم وأضافت أن الأسرة هي خط الدفاع الأول في رعايتهم. وشددت على أن المجتمع يتحمل مسؤولية تقدير كبار السن وأكدت أن احترام احتياجاتهم في المواصلات والأماكن العامة أمر أساسي وأوضحت أن الخدمات الصحية يجب أن تراعي خصوصيتهم. واختتمت الدكتورة ميرفت السيد حديثها بالتأكيد على أن المسنين ليسوا عبئا على المجتمع، موكدة أنهم ذاكرة الوطن وخبرة الحياة وقيمة إنسانية عظيمة.