قال الدكتور محمد سامي، رئيس جامعة القاهرة، في تصريحات خاصة "لموقع الفجر" ، إن استضافة الجامعة لفعاليات الملتقى المصري الفرنسي للتعاون العلمي والجامعات، الذي انعقد أمس الاثنين 7 أبريل، تحت قبة الجامعة العريقة، يعد حدثًا استثنائيًا يؤكد على عمق العلاقات التاريخية بين مصر وفرنسا، لا سيما في مجالي الثقافة والتعليم. وشهد الملتقى حضورًا رفيع المستوى تقدمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ونظيره الفرنسي، بالإضافة إلى عدد من قيادات وزارة التعليم العالي في البلدين، مما يعكس حجم الاهتمام المتبادل بتعزيز الشراكات العلمية والبحثية. وأوضح الدكتور سامي أن استضافة جامعة القاهرة لهذا الحدث المهم، وبحضور رئيس دولة كبرى مثل فرنسا، له دلالات عميقة، في مقدمتها التأكيد على المكانة التاريخية والعلمية للجامعة على المستوى الدولي. وقال: "جامعة القاهرة اعتادت منذ نشأتها أن تكون منبرًا للحوار العلمي والثقافي، ومكانًا يستضيف القادة والمفكرين العالميين، وهو ما يعكس دورها كواحدة من أقدم وأهم الجامعات في الشرق الأوسط وإفريقيا." وأضاف رئيس الجامعة أن الملتقى يمثل منصة حوار فاعلة بين الخبراء والأكاديميين من البلدين، ما يفتح المجال أمام تبادل الخبرات والتجارب الناجحة، خاصة أن التجربة الفرنسية في التعليم والبحث العلمي تعتبر نموذجًا مهمًا يمكن الاستفادة منه في تطوير التعليم العالي بمصر. وأشار الدكتور سامي إلى أن الملتقى شهد توقيع عدد من بروتوكولات التعاون بين جامعة القاهرة وعدد من المؤسسات التعليمية والبحثية الفرنسية المرموقة، أبرزها: * اتفاقية مع جامعة إكس مرسيليا، وهي واحدة من أهم الجامعات الفرنسية في مجالات المدن الذكية والاستدامة. * بروتوكول تعاون مع المعهد الوطني للعلوم التطبيقية في ليون (INSA Lyon)، والذي يُعد من أبرز المعاهد المتخصصة في التطبيقات الهندسية. * اتفاقية تعاون مع جامعة السوربون في مجالات علم المصريات والآثار، وهي مجالات تتقاطع مع التميز المصري في الدراسات التاريخية والحضارية. * بالإضافة إلى اتفاقيات سابقة مع جامعة باريس 1 - بانتيون سوربون في مجالات القانون والاقتصاد والعلوم السياسية. وأكد رئيس الجامعة أن هذه الاتفاقيات ستُسهم في تطوير التعليم المصري من خلال تنفيذ برامج تبادل طلابي، وزيارات متبادلة لأعضاء هيئة التدريس، وإطلاق برامج دراسية مزدوجة يحصل من خلالها الطلاب على شهادات معترف بها من الجانبين، مما يعزز من كفاءة الخريجين على المستوى الدولي. وفي سياق متصل، أشار الدكتور سامي إلى أن التعاون مع الوكالة الدولية للفرنكوفونية، التي يقع مقرها داخل جامعة القاهرة، يشهد تطورًا ملحوظًا، حيث تسعى الجامعة إلى تعظيم الاستفادة من خدمات الوكالة، وتوسيع نطاق شراكتها مع الجامعات المصرية، بما يعزز من فرص استقطاب الطلاب الوافدين، ويدعم مكانة التعليم العالي المصري في المحيطين الإقليمي والدولي. وختم رئيس الجامعة حديثه بالتأكيد على أن جامعة القاهرة ماضية في أداء دورها التاريخي كجسر للتواصل الحضاري والعلمي، وأنها حريصة على فتح آفاق جديدة للتعاون الدولي من أجل تطوير التعليم والبحث العلمي في مصر.