مع بداية شهر رمضان، بدأ عرض المسلسل التاريخي "معاوية" على شاشة MBC، مما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الدينية والثقافية. عميد كلية الإعلام يكشف سبب رفض الأزهر عرض مسلسل معاوية a href="/5128683" title="في 5 دول عربية عرض مسلسل " معاوية"="" رمضان="" 2025"="" في 5 دول عربية عرض مسلسل "معاوية" رمضان 2025 يتناول العمل سيرة الخليفة الأموي الأول، معاوية بن أبي سفيان، منذ صراعه مع الخليفة علي بن أبي طالب وحتى تأسيس الدولة الأموية، قوبل بردود فعل متباينة، بين مؤيد يراه توثيقًا لمرحلة مفصلية في التاريخ الإسلامي، ومعارض يرى في تجسيد الصحابة أمرًا مرفوضًا شرعًا. الجدل الديني حول "معاوية" وردود الفعل المختلفة منذ الإعلان عن المسلسل، تعرض لانتقادات حادة، خاصة من الأزهر الشريف، الذي أكد رفضه تجسيد الصحابة في الأعمال الدرامية، معتبرًا أن ذلك قد يسيء إلى صورتهم الحقيقية ويؤدي إلى تحريف التاريخ. كما أثار العمل اعتراضات في بعض الدول العربية، حيث منع العراق عرضه للمرة الثانية، محذرًا من إمكانية إثارة "السجالات الطائفية". لكن على الجانب الآخر، هناك من دافع عن العمل، معتبرًا أن الدراما لا تهدف إلى تقديم رواية دينية بقدر ما تسعى إلى استعراض الأحداث التاريخية من منظور درامي. أشار الناقد طارق الشناوي إلى أن تجسيد الشخصيات التاريخية في الدراما ليس بدعة، وأنه يمكن تقديمها بأسلوب يحترم القيم الدينية والتاريخية. من هو معاوية بن أبي سفيان؟ نشأته وصعوده السياسي معاوية بن حرب بن صخر الأموي القرشي، وُلد قبل البعثة النبوية بخمس سنوات في مكة، لأسرة من زعماء قريش البارزين، كان والده، أبو سفيان بن حرب، أحد قادة المعارضة للدعوة الإسلامية في بدايتها، لكنه أسلم يوم فتح مكة، أما والدته هند بنت عتبة، فكانت شخصية بارزة في المجتمع المكي، عُرفت بذكائها السياسي. أسلم معاوية في العام الثامن للهجرة، بعد فتح مكة، لكنه لم يكن من أوائل المسلمين، إذ تردد في إعلان إسلامه خوفًا من ردود فعل قريش، بعد إسلامه، أصبح من كتّاب الوحي لدى النبي محمد، نظرًا لإتقانه الكتابة، وهي مهارة نادرة آنذاك. بعد وفاة النبي، بدأ دوره السياسي في التنامي، حيث شارك في الفتوحات الإسلامية خلال خلافة أبي بكر الصديق، وعُيّن واليًا على الشام في عهد عمر بن الخطاب، ثم تولى حكم كامل بلاد الشام في عهد عثمان بن عفان، حيث أثبت كفاءة عالية في الإدارة والقيادة العسكرية. الصراع بين معاوية وعلي بن أبي طالب بعد اغتيال الخليفة عثمان بن عفان عام 35 ه، تولى علي بن أبي طالب الخلافة، لكن معاوية رفض مبايعته، مشترطًا القصاص من قتلة عثمان أولًا. هذا الخلاف السياسي تطور إلى مواجهة عسكرية في معركة صفين عام 37 ه، والتي كادت تنتهي بانتصار جيش علي، لولا أن معاوية لجأ إلى رفع المصاحف على أسنة الرماح، في إشارة إلى طلب التحكيم بالقرآن، مما تسبب في انقسام جيش علي وظهور الخوارج الذين انقلبوا عليه لاحقًا. وجهات النظر حول الصراع بين علي ومعاوية تتباين بشدة؛ فبينما يرى أنصار علي أن معاوية خرج على الشرعية، يرى أنصار معاوية أنه كان يدافع عن دم عثمان. أما المحايدون فيعتبرون أن الصراع كان نتيجة تعقيدات سياسية أدت إلى صدام حتمي. عام الجماعة.. تولي معاوية الخلافة بعد اغتيال علي بن أبي طالب عام 40 ه، تولى ابنه الحسن بن علي الخلافة، لكنه واجه صعوبات سياسية وعسكرية، مما دفعه إلى التنازل عن الخلافة لمعاوية مقابل شروط معينة، فيما عُرف بعام الجماعة، ليبدأ بذلك عهد الدولة الأموية. رأى البعض أن هذه الخطوة كانت ضرورية لحقن دماء المسلمين، فيما اعتبرها آخرون نقطة تحول نحو نظام الحكم الوراثي. إنجازات ومعارضة خلال فترة حكمه بعد توليه الخلافة، ركّز معاوية على توسيع رقعة الدولة الإسلامية، حيث امتدت الفتوحات إلى شمال إفريقيا والسند. كما عمل على إعادة بناء الجيش وتطوير نظام البريد والاستخبارات، لضمان استقرار الدولة. لكن أبرز الانتقادات التي وُجهت له كانت تعيينه ابنه يزيد بن معاوية وليًا للعهد، مما أثار معارضة واسعة، خاصة بين الصحابة، باعتبار أن هذا القرار أرسى مبدأ توريث الحكم في الإسلام. هذه الخطوة أدت لاحقًا إلى ثورات، أبرزها ثورة الحسين بن علي التي انتهت في واقعة كربلاء. مسلسل "معاوية".. دراما تعيد الجدل إلى الواجهة مع بدء عرض مسلسل "معاوية"، عاد الجدل التاريخي إلى الواجهة، حيث ينقسم المشاهدون بين من يراه فرصة لإعادة استكشاف التاريخ، ومن يخشى أن تؤدي الأعمال الدرامية إلى إعادة تشكيل الوعي التاريخي للأجيال الجديدة بشكل غير دقيق. المسلسل من تأليف خالد صلاح وإخراج طارق العريان، ويضم لجين إسماعيل في دور معاوية، وإياد نصار في دور علي بن أبي طالب، وسهير بن عمارة في دور هند بنت عتبة، ووائل شرف في دور عمرو بن العاص. مواعيد عرض مسلسل "معاوية" والقنوات الناقلة يُعرض المسلسل يوميًا على قناة MBC في الساعة 7:00 مساءً بتوقيت مصر، و8:00 مساءً بتوقيت السعودية والكويت، وهو واحد من أضخم الإنتاجات الدرامية لهذا الموسم الرمضاني. ورغم الجهود المبذولة في الإنتاج، لم يسلم العمل من الانتقادات الدينية والجماهيرية، حيث يرى البعض أن تقديم هذه الشخصيات التاريخية في الدراما قد يُسهم في نشر قراءات مختلفة للتاريخ، قد لا تكون جميعها دقيقة.