وكيل صحة قنا يناقش مع مديري الإدارات التابعة سبل تنمية موارد الوحدات الطبية    استشهاد شخصين في قصف إسرائيلي ل مدرسة تأوي نازحين في غزة    بوخوم يهبط رسميا بعد خسارته من ماينز 4-1 في الدوري الألماني    الونش: بيراميدز لم يأخذ مكانة الزمالك.. وحماقي لم يكن وسيطا بيني وبين الأهلي    المشدد 10 سنوات لعاطل لاتهامه بقتل شخص في القليوبية    مشروبات منعشة وصحية لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة    نيابة الخليفة تقرر إحالة عاطل إلى محكمة الجنح بتهمة سرقة مساكن المواطنين    محلل سياسى: جولة الغد من مفاوضات إيران والولايات المتحدة حاسمة    حركة فتح: خطة نقل المساعدات الأمريكية لغزة تغليف لسياسات الاحتلال وتجويع للفلسطينيين    وزير الخارجية يرأس حوار اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان مع ممثلي منظمات المجتمع المدني    انهيار منزل سكني من 3 طوابق بالمحلة دون وقوع إصابات.. صور    الكلاسيكو| أنشيلوتي يكشف موقف رودريجو ويؤكد: واثقون من الفوز    التيسيرات الضريبية... قبلة الحياة للاقتصاد الحر والشركات الناشئة في مصر    مستقبل وطن المنيا يكرم 100 عامل مؤقت    ضبط شاب حاول التعدي جنسيًا على طفلتين داخل عقار في إمبابة    تأجيل محاكمة أربعة متهمين بالتسبب في انهيار عقار بأرض الجولف    عطلوا أحكام الدستور.. تأجيل محاكمة 19 متهمًا ب«خلية المرج الثالثة»    محمد محمود عبد العزيز يكشف تفاصيل الأزمة بين بوسي شلبي مع الإعلامي عمرو أديب    يغادر دور العرض قريبًا.. تعرف على الفيلم الأضعف في شباك تذاكر السينما    طوابير خانقة وأسعار مضاعفة وسط غياب الحلول..أزمة وقود خانقة تضرب مناطق الحوثيين في اليمن    نائب رئيس الوزراء: مصر تضع الملف الصحي بجميع ركائزه على رأس أولوياتها    يوم الطبيب المصري.. وزير الصحة: الدولة تكرّم أبناءها من جيش الصحة.. نقيب الأطباء : نثمّن الجهود التي بذلت للانتهاء من قانون المسئولية الطبية.. ومستشار الرئيس: اهتمام رئاسي بالملف الصحي    مرسوم عليه أعداء مصر ال9.. «كرسي الاحتفالات» لتوت عنخ آمون يستقر بالمتحف الكبير    السودان.. 21 قتيلا في هجوم للدعم السريع على سجن بشمال كردفان    الرئيس العلمي لمؤتمر، الذكاء الآلى بالإسكندرية: مؤتمر "آيكوميس" يحظى برعاية دولية من "IEEE"    صحة الدقهلية: المرور على 863 منشأة طبية خاصة وتنفيذ 30 قرار غلق إدارى    "صورة الطفل في الدراما المصرية" ندوة بالمجلس الأعلى للثقافة    القومي للمرأة يشارك في اجتماع المجموعة التوجيهية لمنطقة الشرق الأوسط    بعد كتابة وصيته.. المخرج أشرف فايق يكشف تطورات حالته الصحية داخل غرفة العمليات    محافظ أسيوط يتفقد تطوير مدخل قرية بنى قرة ونقل موقف السرفيس لتحقيق سيولة مرورية    "بسبب ماس كهربائى" مصرع وإصابة ثلاثة أشخاص إثر نشوب حريق داخل حوش مواشى فى أسيوط    جدول مواقيت الصلاة في محافظات مصر غداً الأحد 11 مايو 2025    «الإحصاء»: 1.3% معدل التضخم الشهري خلال أبريل 2025    مديرية أمن القاهرة تنظم حملة تبرع بالدم بمشاركة عدد من رجال الشرطة    طريقة عمل الكيكة بالليمون، طعم مميز ووصفة سريعة التحضير    دعوة شركات عالمية لمشروع تأهيل حدائق تلال الفسطاط    جامعة أسيوط تُشارك في ورشة عمل فرنكوفونية لدعم النشر العلمي باللغة الفرنسية بالإسكندرية    وقفة عرفات.. موعد عيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا    شئون البيئة: التحول للصناعة الخضراء ضرورة لتعزيز التنافسية وتقليل الأعباء البيئية    رئيس صحة النواب: مخصصات الصحة في موازنة 2026 الكبرى في تاريخ مصر    انطلاق الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ    رئيس الوزراء العراقي يوجه بإعادة 500 متدرب عراقي من باكستان    صحة غزة: أكثر من 10 آلاف شهيد وجريح منذ استئناف حرب الإبادة    جنايات المنصورة...تأجيل قضية مذبحة المعصرة لجلسة 14 مايو    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : الكلام وحده لايكفي !?    رئيس الوزراء يشهد توقيع اتفاقية عقد توطين وتوريد 21 وحدة قطار مترو بواقع 189 عربة لمشروع مترو الإسكندرية.. مدبولى: هذا التوقيع تنفيذاً لتوجيهات الرئيس السيسى بالتوسع فى إنشاء شبكة من وسائل النقل الجماعى الأخضر    موقف بالدي.. فليك يحدد تشكيل برشلونة لمواجهة ريال مدريد في الكلاسيكو    مصر تستضيف الجمعية العمومية للاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب    «الصحة»: تدريب 5 آلاف ممرض.. وتنفيذ زيارات ميدانية ب7 محافظات لتطوير خدمات التمريض    الرمادي يعقد جلسة مع لاعبي الزمالك قبل مواجهة بيراميدز    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 10-5-2025 في محافظة قنا    حاجة الأمة إلى رجل الدولة    تفاصيل مفاوضات الأهلي مع جارسيا بيمنتا    منة وهنا وأسماء وتارا.. نجمات يسيطرن على شاشة السينما المصرية    موعد مباراة الاتحاد السكندري ضد غزل المحلة في دوري نايل والقنوات الناقلة    الرئيس السيسي يعود إلى أرض الوطن بعد مشاركته في احتفالات عيد النصر في موسكو    هل تجوز صلاة الرجل ب"الفانلة" بسبب ارتفاع الحرارة؟.. الإفتاء توضح    عمرو أديب بعد هزيمة بيراميدز: البنك الأهلي أحسن بنك في مصر.. والزمالك ظالم وليس مظلومًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يعدم 50 شخص يوميًا.. بوابات سرية تكشف ملامح جديدة لجحيم سجن صيدنايا السوري بعد انهيار النظام
نشر في الفجر يوم 09 - 12 - 2024

في مشهدٍ مروع يعكس الوجه السيئ لسوريا ما بعد سقوط نظام بشار الأسد، تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لفرق الإنقاذ السورية وهي تكتشف بوابات سرية جديدة في سجن صيدنايا، أحد أخطر السجون التي شهدت أفظع الانتهاكات لحقوق الإنسان على مدار أربعة عقود، هذه الاكتشافات تفتح ملف معاناة المعتقلين في "صيدنايا" الذي كان يُطلق عليه "الباستيل السوري"، حيث كان يواجه المعتقلون الموت البطيء والتعذيب الوحشي على يد قوات النظام السوري.
سجن صيدنايا
تعود قصص السجناء في صيدنايا إلى عصور مظلمة، حيث كانت جدرانه تشهد على مأساة لا تُعد ولا تُحصى من التعذيب الجسدي والنفسي.
فداخل تلك الأسوار، كان الموت يترصد المعتقلين بشكل يومي، بدءًا من التعذيب المستمر، وصولًا إلى الإعدام الجماعي الذي لم يقتصر على المحكومين بالإعدام فقط، بل طال آلاف الأبرياء الذين تم اعتقالهم لأسباب سياسية أو لمجرد معارضتهم لنظام الأسد.
فيُخدع السجناء بوعد نقلهم إلى سجن مدني، ليجدوا أنفسهم معصوبي الأعين في زنزانات تحت الأرض، حيث يواجهون مصيرًا مروعًا، كل ليلة يُقتل نحو 50 سجينًا بطريقة وحشية؛ يُعلقون من حبال لفترات قد تصل إلى 15 دقيقة، وإذا لم تقتلهم أوزانهم أو أعمارهم، يتدخل الجلادون ليكسروا أعناقهم، وبعدها تجمع الجثث وتُدفن في مقابر جماعية بعيدة عن أعين الأسر الذين يُتركون في حالة من الجهل الكامل بشأن مصير أحبائهم.
كما أن سجن صيدنايا ليس مجرد مكان لتنفيذ الإعدامات، بل هو معقل للتعذيب والإذلال المنهجي. الزنازين تشهد على أهوال لا تُحتمل، حيث الأرضيات مغطاة بالدماء والصديد الناجم عن الجروح المفتوحة، ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل يُجبر السجناء على معاناة أخرى، مثل الاغتصاب الممنهج، وفي بعض الأحيان يُجبرون على اغتصاب بعضهم البعض.
وكانت عمليات المراقبة في هذا السجن لا تعرف الرحمة، حيث كانت كاميرات المراقبة تلاحق المعتقلين في كل خطوة، وتوثق أدق تفاصيل تحركاتهم داخل الزنازين.
فسجن صيدنايا كان مكانًا مغلقًا عن العالم الخارجي، لا تخرج منه أخبار سوى تلك التي تخص الموت والتعذيب، ولم يكن الخروج من هذا السجن يعني النجاة بالضرورة، فقد كان المعتقلون يتعرضون للتعذيب حتى بعد الإفراج عنهم، وقد تكون هذه الذكريات مريرة تدفع البعض إلى فقدان هويتهم الشخصية، كما هو الحال مع أحد الناجين الذي فقد ذاكرته بسبب الصدمات النفسية التي مر بها.
اكتشاف بوابات سرية
مع انهيار النظام السوري، بدأت فرق الإنقاذ باكتشاف المزيد من التفاصيل المروعة عن هذا السجن، حيث عثروا على بوابات سرية كانت مخفية لسنوات طويلة، هذه البوابات كانت تُستخدم لإخفاء المزيد من المعتقلين أو لتسهيل عمليات الإعدام السري.
كما تم اكتشاف أن بعض المعتقلين كانوا يُتركون في الزنازين لسنوات دون محاكمة، مع تعرضهم لأشد أنواع التعذيب النفسي والجسدي.
وقد ظهرت مقاطع فيديو لعدد من الناجين وهم يخرجون من السجن في مشهد غير متوقع، حيث كانت الوجوه تعبر عن مزيج من الخوف والدهشة، وبعض هؤلاء الناجين كانوا يتساءلون إن كان هذا فعلًا هو الخروج من الجحيم، أم أن ما ينتظرهم سيكون أكثر قسوة، لكن الخروج من صيدنايا لم يكن يعني النهاية لكل شيء؛ فمخاوفهم من الحياة بعد الاعتقال كانت أكثر تعقيدًا من أي شيء آخر.
المعتقلات النساء
ولا تقتصر المأساة على الرجال فقط، بل طال الظلم النساء اللاتي تم احتجازهن في هذا السجن المروع.
ومقاطع أخرى أظهرت لحظات فتح بوابات الجحيم أمام المعتقلات، حيث عاشت النساء داخل الزنازين العديد من الفترات العصيبة، وكان من الصعب عليهن تصديق أنهن سيحصلن على حريتهن بعد كل تلك المعاناة.
وبعضهن كانت تراودهن شكوك حول كون هذه اللحظة مجرد خدعة من السجانين، الذين كانوا قد اعتادوا على تركهن في حالة من العذاب النفسي المستمر.
مواقف مؤلمة وحكايات من الداخل
من بين أكثر المواقف المؤلمة، كان لحظة اكتشاف طفل لا يتجاوز الرابعة من عمره، والذي وُلد في رحم العذابات داخل السجن، هذا الطفل لم يعرف الحياة إلا من خلال تلك الجدران الباردة، وكانت نظرته للعالم لا تتعدى ما يتعرض له من أوجاع.
وبجانب هؤلاء الأطفال، هناك العديد من القصص المحزنة عن شباب فقدوا هويتهم وشخصياتهم بسبب الانتهاكات التي تعرضوا لها، فقد كان العديد منهم يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي حتى أصبحوا في حالة يرثى لها، حيث لم يعد بمقدورهم الإجابة على أبسط الأسئلة، بل كانوا يفقدون القدرة على التذكر، كما هو حال أحد الشبان الذين فقدوا ذاكرتهم تمامًا بسبب التعذيب الوحشي.
الصدمة والنهاية المجهولة
وبينما خرج بعض المعتقلين بعد سنوات من المعاناة، إلا أن قصصهم لم تكن مجرد حكايات عابرة، بل كانت تعبيرًا عن مئات الآلاف من الذين لم ينجوا، وعن معاناة ستظل حاضرة في ذاكرة الشعب السوري.
وكان هذا السجن نقطة تحول في تاريخ البلاد، حيث لا يزال الناجون من صيدنايا يواجهون صراعًا داخليًا مع الذكريات الأليمة، ويعيشون مع جرح غائر يرافقهم إلى الأبد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.