عمليات تعذيب وانتهاكات جسيمة، يتعرض لها المعتقلين في سجن صيدنايا العسكري التابع لنظام بشار الأسد في سوريا أدت إلى قتل الآلاف منهم، وسط صمت دولي تجاه ما يحدث. ويبدو أن الهدف من (التعذيب والضرب) في صيدنايا، هو الموت، حيث يعد نوع من أنواع الانتقاء الطبيعي أي التخلص من الضعفاء بمجرد وصولهم إلى السجن وهو ما عبر عنه أحد الناجين بقوله: "كل من يبقى في هذا السجن، يكون مصيره الموت، أنا متأكد من ذلك". الموت هو إحدى الأهداف الرئيسية للتعذيب يُنقل المعتقلون عموما إلى هذا السجن بعد قضائهم أشهراً، بل وحتى سنوات رهن الاحتجاز في أماكن أخرى وتحدث عمليات نقل السجناء إلى هذا السجن، في الغالب، عقب محاكمات تشوبها عيوب صارخة أمام محكمة عسكرية سرية. بعض السجناء أو المحتجزين يصلون إلى هذا السجن بدون أن يكونوا قد مثلوا أمام قاض أو عرفوا طبيعة التهم الموجهة إليهم أو إلى متى سيُحتجزون في هذا السجن. منظمة العفو الدولية تحدثت إلى ناجين من سجن صيدنايا العسكري إذ قالوا بأن عمليات الضرب تتم بشكل ممنهج ويومي، ويتعرض السجناء إلى ظروف لا تليق بالبشر، ومعاملة مهينة، إضافة إلى موت سجناء آخرين بشكل يومي. كما أكدوا أن الكثير منهم حُرِم من الطعام والماء لمدد طويلة. ويُطبق حراس، بشكل قاس، نظاما يقضي بالتزام السجناء الصمت المطلق. وهذه بعض الرويات التي تعرضها المنظمة: شعرت بأننا دخلنا إلى مذبح. ليس هناك استجواب في سجن صيدنايا. فلا يُستخدم التعذيب من أجل انتزاع معلومات من السجناء، ولكن كما يبدو من أجل الحط من الكرامة الإنسانية، وإنزال العقاب، والإهانة. ويُستهدف السجناء بلا شفقة، لكنهم يظلون غير قادرين على "الاعتراف" لإنقاذ أنفسهم من مزيد من الضرب . يقول الناجون إنهم يشعرون بالفزع من زيارة أفراد العائلة لهم لأنهم في هذه الحالة يتعرضون دائما للضرب على نطاق واسع. لا يتمكن السجناء من الاتصال بمحام وفي قضايا عديدة، أُخْبِر أقارب السجين بأن قريبهم قد مات في الوقت الذي يكون محتجزا في سجن صيدنايا. ضعوا حداً للرعب في سجون سوريا وأوصت المنظمة بناءا على روايات هؤلاء الناجين بأنه يجب على الحكومة السورية بأن تسمح لمراقبين مستقلين بالتحقيق الآن في الفظاعات التي تشهدها مراكز الاعتقال. منذ عام 2011، لقي آلاف من المعتقلين حتفهم في السجون السورية بسبب التعذيب، كما عانى عشرات الآلاف تعذيباً مروعاً. لقد تعرض المحتجزون إلى ضرب مبرح، واغتصاب، وصدمات كهربائية، والكثير من أنواع التعذيب؛ بهدف انتزاع "اعترافات" قسرية منهم. فكل شخص يُشتبه في أنه معارض للحكومة السورية، يكون عرضة للخطر. الأوضاع الوحشية السائدة في مراكز الاحتجاز تفتقر إلى أبسط الشروط الإنسانية اللائقة فالمحتجزون يتعرضون للموت بسبب الجوع، ولا يحصلون على الخدمات الصحية الأساسية. كما يموتون بسبب الالتهابات الناجمة عن الجراح التي يُصابون بها، وبسبب الأظافر الطويلة التي تنمو في أصابعهم إنهم يعانون مشكلات صحية عقلية حادة بسبب الاكتظاظ ونقص التعرض لأشعة الشمس. ابعثوا برسالة إلكترونية تحثوا فيها روسيا والولايات المتحدة على استخدام نفوذهما في العالم، وضمان السماح لمراقبين مستقلين بالتحقيق في طبيعة الأوضاع السائدة في السجون السورية، والتي يتعرض فيها المعتقلون إلى التعذيب. السادة قادة المجموعة الدولية لدعم سوريا تحية طيبة وبعد أكتب إليكم استجابة للتقارير المتواترة التي تصدرها المنظمات المعنية بحقوق الإنسان بشأن أوضاع السجون والمعتقلات في سوريا، ولاسيما منظمة العفو الدولية، والتي تُوَّثق استخدام التعذيب على نطاق واسع وأنواع أخرى من سوء المعاملة والأوضاع السيئة التي تقود إلى موت المعتقلين. منذ بدء الأزمة في عام 2011، تعرض عشرات الآلاف من السوريين إلى الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري على يد السلطات. وذكرت التقارير بأن آلافاً من المعتقلين ماتوا خلال الاحتجاز نتيجة لذلك. هذه الممارسات تنتهك بكل وضوح القانون الدولي، وبنود قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2139. وفي عدة حالات، تشكل جرائم حرب. وترقى هذه الممارسات أيضاً إلى جرائم ضد الإنسانية بسبب اتساع نطاقها، واعتدائها الممنهج على السكان المدنيين. ولهذا السبب، أدعوكم لاستخدام نفوذكم في المجموعة الدولية لدعم سوريا من أجل السماح لمراقبين مستقلين، بشكل عاجل، بالتحقيق في الأوضاع السائدة في مراكز الاعتقال التي تديرها الحكومة السورية أو أجهزتها الأمنية. ويجب أيضا أن يسمح لهم بالاتصال، بدون قيد أو شرط، بالمعتقلين الذين حُرموا من حرياتهم. أحثكم أيضاً على استخدام نفوذكم لضمان تقديم السلطات السورية معلومات مفصلة بشأن جميع المعتقلين لديها، وإخبار عائلاتهم بخصوص أوضاعهم القانونية وأماكن احتجازهم.