تمثل صناعة الألعاب الإلكترونية في مصر واحدة من الصناعات الحديثة والقوية. فهي تنعم بالغالبية العظمى من مقومات الصناعة التي تجعل منها صناعة واعدة تسهم في زيادة الناتج المحلي وقوة الاقتصاد المصري. يؤكد خبراء الاقتصاد إلى أن صناعة الألعاب الإلكترونية واحدة من الصناعات التي تساهم في التنوع الاقتصادي وتساعد دول الخليج المصدرة للبترول في تكوين اقتصاد مستدام لا يعتمد فقط على النفط. تحظى مصر بمستقبل واعد في صناعة الألعاب الإلكترونية، ولكن لم تجني مصر حتى الآن ثمار الاستثمارات الجيدة التي وضعتها، كما ينقصها بعض المقومات الهامة التي تساعدها في ريادة هذه الصناعة في المنطقة العربية. واقع الألعاب الإلكترونية في مصر والحلقة المفقودة تمثل ألعاب الفيديو الإلكترونية أحد وسائل الترفيه الأكثر أهمية وخاصة بالنسبة للشباب. فالشباب هم الفئة العمرية الأكبر في التعداد السكاني لمصر، وبطبيعتهم، يتعلق الشباب بكل ما هو تكنولوجي مثل الألعاب الإلكترونية. فمصر هي أكبر الأسواق الناشئة والمنافسة في صناعة الألعاب الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتؤكد الأبحاث العالمية التي نشرتها شركة نيكز بارتنرز المتخصصة في دراسات صناعة الألعاب الإلكترونية أن مصر تمتلك العدد الأكبر من مستخدمي الألعاب في المنطقة حيث وصل عدد مستخدمي الألعاب الإلكترونية في مصر 38.3 مليون لاعب في 2022، وهو ما يمثل 58.7% من عدد مستخدمي الألعاب في المنطقة البالغ عددهم 65.32 مليون مستخدم. مع ذلك، تغيب مصر عن مشهد صناعة الألعاب الإلكترونية الحديثة هذه، وما هي الأسباب التي لا تسمح لمصر بالسيطرة على هذه الصناعة الهامة. هذه الأسئلة كانت ضمن دراسة قدمها النائب حسانين توفيق، عضو لجنة التعليم والاتصالات بمجلس الشيوخ، من أجل مناقشتها في المجلس في 2022 والمطالبة باتخاذ الخطوات المطلوبة والمناسبة لتطوير هذه الصناعة وهو ما يعتبر الحلقة المفقودة التي تدعم صناعة الألعاب في مصر. فلقد أوضحت الدراسة أن إيرادات الألعاب الإلكترونية في جميع أنحاء العالم سيصل إلى 225 مليار دولار بحلول 2025 مع زيادة في عدد اللاعبين إلى 3.5 مليار مستخدم بعد 3 سنوات. وألقت الدراسة الضوء على الشركات والمؤسسات التي تعمل في هذه الصناعة في مصر حيث ذكرت أنه هناك 18 شركة متخصصة في برمجيات الألعاب الإلكترونية و 500 مطور ألعاب. مع ذلك، تواجه الشركات والمطورين صعوبات تعيق عملهم، وهو ما يستلزم التدخل من الدولة لإزالة المعوقات أمامهم وضخ المزيد من الاستثمارات. من جانبها، أكدت أحد الشركات الألمانية العالمية المتخصصة في إصدار إحصائيات بيانات السوق والمستهلكين أن حوالي ثلث التعداد السكاني للمصريين يستخدمون ألعاب الفيديو الإلكترونية بكل أنواعها على مختلف الأجهزة الذكية، وأشارت الشركة إلى أنه سيكون هناك زيادة في عدد المستخدمين في مصر بحلول عام 2027 حيث من المتوقع أن يصل عددهم إلى 44.8 مليون مستخدم. الهواتف الذكية ومنصات الألعاب تتوافر الأجهزة الذكية مع الغالبية العظمى من التعداد السكاني في مصر، وهو ما جعل منها الطريقة الأكثر استخدامًا للوصول لألعاب الفيديو الإلكترونية. انتشار هذه الأجهزة الذكية ساعد جمهور كبير من اللاعبين في الوصول للترفيه عبر الألعاب، وخاصة مع ارتفاع أسعار الاجهزة الأخرى مثل أجهزة البلايستيشن وأجهزة الكمبيوتر التي تدعم الألعاب الإلكترونية. فوق ذلك، تساهم منصات العاب الإلكترونية في زيادة عدد المستخدمين حيث تسهل عليهم عملية الوصول لمئات من الألعاب المختلفة. تضم هذه المنصات مئات من الألعاب التي تتناسب مع أذواق اللاعبين، كما أنها توفر ميزة اللعب الفوري بدون تحميل. فمن خلال أفضل كازينو اون لاين على الإنترنت يمكن للمستخدمين الوصول لمجموعة كبيرة من الألعاب سواء عبر الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر. يحصل المستخدم على جوائز نقدية عند الفوز في الألعاب، ويحصل على مكافآت كثيرة، كما تتوافر خدمات الدعم الفني التي تهدف إلى توفير تجربة ألعاب مثالية للمستخدمين. يمثل مستخدمي الألعاب على الهاتف الذكي النسبة الأكبر من إجمالي عدد السكان في مصر بنسبة 18.5% عام 2022، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة لتصل إلى 24.3% بحلول عام 2027. وأظهرت دراسة أخرى أن 71% من المستخدمين في مصر يلعبون على الهواتف الذكية بشكل يومي، و37% يستغرقون ساعة أو أكثر يوميًا. مستقبل الألعاب الإلكترونية في مصر واقع صناعة العاب الفيديو في مصر ضعيف وخاصة مع قلة عائدات الألعاب الإلكترونية في مصر. بحسب دراسة شركة نيكوبارتنرز، فلقد وصلت إيرادات الألعاب الإلكترونية في مصر مبلغ 172.5 مليون دولار في عام 2021 وهو ما يمثل 9.8% من عائدات الألعاب في الدول الثلاث التي تسيطر على الصناعة في المنطقة العربية وهي مصر والإمارات والسعودية والتي بلغت 1.76 مليار دولار في نفس العام. هذا إلى جانب انخفاض إنفاق المصريين على الألعاب الإلكترونية حيث يفضل 92% من اللاعبين مشاهدة الإعلانات على الدفع مقابل اللعب حسب دراسة ديجيتال توربين. مع ذلك، يقول نائب رئيس البنك الأهلي المصري أن المصريين ينفقون نحو مليار دولار سنويًا على الألعاب الإلكترونية دون ذكر المزيد من التفاصيل حول هذه الأرقام. مع ذلك، تشير التوقعات إلى أن مستقبل صناعة الألعاب الإلكترونية في مصر سيشهد انتعاش قوي وخاصة مع اهتمام الدولة بالعمل على العديد من المجالات وتطوير البنية التحتية التي تدعم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. تقوم الحكومة أيضًا بتمويل مبادرات تنموية من أجل التنمية البشرية من خلال تقديم دورات تعليمية في القطاع التكنولوجي للشباب من أهمها مبادرة بُناة مصر الرقمية. تهدف هذه المبادرة إلى بناء كوادر تقنية عالية التخصص وتنمية القدرات الإبداعية للشباب المصري في عدة مجالات منها علوم البيانات والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وعلم الروبوتات والأتمتة والفنون الرقمية تدعم مصر أيضًا العديد من شركات القطاع الخاص وتشجع على الاستثمار. هذا يساعد على جذب الشركات العالمية التي تعمل في مجال صناعة الألعاب مثل شركات البرمجيات والشركات المسؤولة عن استضافة وتنظيم المسابقات وبطولات الألعاب الإلكترونية. من المتوقع أن تشهد صناعة الألعاب في مصر المزيد من التطور والتقدم. فالدولة تعي جيدًا ضرورة الاستثمار في هذا المجال.