حالة من الغضب المتزايد فى الأوساط القبطية بالداخل والخارج بسبب تردى أحوال أخوة الرب «الفقراء» والشعور بأن المعونات لا تصل إلى مستحقيها ويتم تبديدها فى تجديد وزخرفة مبانى الكنائس وعدم الالتزام بنسبة ال 30٪ التى حددتها كل كنيسة للإنفاق على احتياجات الفقراء بكل منطقة، حيث أصبحت تلك النسبة طى النسيان وصارت تنفق على الرواتب والإنشاءات، بدعوى تراجع حجم الدخل فى مقابل الصرف وتراجع قيمة الجنيه. وجاءت فترة تفشى فيروس كورونا لتزيد من التبريرات، ما أدى إلى ارتفاع حدة الغضب فى الداخل والخارج حتى وصلت الأصوات والشكاوى للبابا، ما دفعه للتشديد بلهجة صارمة على ضرورة توجيه الإنفاق فى مكانه والالتزام بالنسبة المحددة لكل مجال. كان المجمع المقدس فى اجتماعه مطلع مايو 2016 حدد للكنائس أوجه الإنفاق من ميزانيتها بحيث ينفق 30٪ للفقراء و30٪ للإنشاءات والتجديدات و30٪ للرواتب والإداريات و10٪ للطوارئ، كما شملت القرارات الحظر على الأساقفة تحويل أموال الكنيسة إلى ملكية خاصة وتكسب الأقارب منها، كما نصت على أن السفر يكون للمهام الكنسية فقط. ومراعاة للتضخم المالى وحالة الغلاء، ووضع البابا آنذاك حد أدنى لأجور الكهنة 1500 جنيه. ومع ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية نهاية 2017، بدأت معدلات الإنفاق على فقراء الأقباط من قبل الكنيسة تتراجع، بينما كان المتوقع أن يحدث العكس ولكن يبدوا أن الاهتمام بالإنفاق على الرواتب والإنشاءات قد شغل الحيز الأكبر من تطلعات إدارات الكنائس، حيث زاد التجاهل مع كل موجة غلاء وأطاحت تماما بطموح المحتاجين مع دخول موجات كورونا. وكانت الفجر مع الدخول فى موجة كورونا قد نشرت تحقيقًا متزامنًا مع عيد الميلاد حول حقيقة تراجع هبات رجال الأعمال وأقباط المهجر. وبمرور الوقت تعالت الأصوات التى لمست حقيقة معاناة الفقراء وتجاهل الكنائس، وما جعل الصورة أكثر وضوحًا هى معدلات التوسع والبناء والتجديدات التى لاتتفق مع ما يدعيه البعض عن تراجع المساهمات وتؤكد خلل الإنفاق والتعمد المقصود للتغافل عن احتياجات إخوة الرب، وبمرور الوقت ارتفعت الأصوات وتشجع الكثيرون لسؤال البابا تواضروس. ما دفع البابا تواضروس مؤخرًا للحديث خلال أحد الاجتماعات الروحية عن ضرورة مراعاة نسبة ال 30٪ لإخوة الرب وشدد عليها خلال حديثه، تلك الجمل الصغير التى احتفى بها الأقباط واقتطعوها من حديث طويل له وتناقلوها عبر وسائل التواصل الاجتماعى وفى الأحاديث معتبرينه انتصارًا ومكسبًا حقيقيًا وانحيازًا منه لمصالح المواطنين وعدم السماح بالفساد، تلك التشديدات لاقت قبولا ليس فى الداخل فحسب بل وفى المهجر أيضًا. وعبر مجموعات دينية للأقباط على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» أشاد بالقرار العاملين فى مجال خدمة إخوة الرب وتوزيع رواتب شهرية واحتياجات مالية وعينية وطبية، وعبروا عن فرحتهم وشكرهم للبابا مؤكدين استياءهم لما شاهدوه من سوء الإنفاق وأن الحال وصل بهم أن بعض الأغنياء أصبحوا يرفضون تقديم أى مبالغ معتادة للكنيسة وأصبحت لديهم النية للتواصل مباشرة مع المحتاجين بالمناطق التابعة لتلك الكنائس من خلال أحد موظفيهم الأمناء.