بعد إعلان قوات سوريا الديموقراطية نهاية وجود التنظيم الارهابي داعش فى شمال وشرق سوريا مارس 2019، وتحرير منطقة الباغوز التى كان يحتلها التنظيم فى محافظة دير الزور بالقرب من الحدود السورية العراقية، أتخذ تنظيم داعش صحراء سوريا الوسطى مركز اساسي لإعادة تأهيل الصفوف وحشد الارهابيين، وبعد نهاية الكيان الارهابي داخل سوريا قلت الهجمات الدموية لفترة طويلة حتى عادت مرة أخري 2021 وبدء يهدف التنظيم لزيادة مناطق سيطرته وإعادة تشكيل هياكله الأمنية والعسكرية وتوسيع مناطق نفوذه، وبذلك تحولت البادية لمسرح اشتباكات يتخللها غارات روسية لدعم للقوات الحكومية، واستهداف مواقع مقاتلي التنظيم وتحركاته. -عودة تنظيم داعش للتوغل فى سوريا شكل انتشار داعش الخالي فى سوريا عامل قوة للتنظيم ساعدته بقوة على إعادة تنظيم نفسه، حيث أستفاد من غياب أي إدارة عسكرية حقيقة لمكافحة التنظيم في تلك المناطق فهي مناطق إما خالية من أي قوة عسكرية محلية أو مشغولة بقوات النظام السوري وحلفائه كروسيا وإيران، كما تسعى القوات لتأمين وجودها ومصالحها الاقتصادية على الطرقات الرئيسية المؤدية إلى المدن الأساسية مثل مدن دير الزور وحمص ودمشق ولا تبدو مكافحة التنظيم من أولوياتها على المدى المنظور، فضلًا عن ذلك التضاريس المنتشرة فى صحراء وجبال سوريا والتى ساعدت فى عمليات التمويه والاختباء، بالإضافة لإنشاء معسكرات التدريب العسكري والأيديولوجي المتطرف، وساعد الموقع الواعر تنظيم داعش فى الحفاظ على خطوط الدعم الخارجية فى كل من العراقوتركيا وتفعيل مصادر الدعم اللوجستي من داخل سوريا. -كمين ارهابي دموي للقوات السورية نفذ تنظيم داعش الإرهابي اليوم 14 نوفمبر كمينًا أستهدف قوات الحكومة السورية أثناء تنفيذهم عمليات تمشيط قرب منجم الملح فى بادية المسرب فى ريف دير الزور الغربي وأسفر عنه مقتل 13 عسكريًا سوريًا وجرح آخرين، وهذا ما أعاد لأذهان الشعب السوري شعور عودة داعش لشن هجمات مُكثفة طوال شهور الشتاء في مناطق مختلفة فى الصحراء السورية، والتي تشغل نحو 60% من مساحة سوريا، وتعتبر من أكبر الخسائر البشرية لقوات النظام والمسلحين الموالين لها على يد داعش منذ يونيو الماضي، فهي حصيلة القتلى هذه المرة هي الأعلى فى صفوف قوات النظام والموالين لها منذ خمسة أشهر على أيدي مقاتلي التنظيم الذي تكثف نشاطه في الآونة الأخيرة في مناطق سيطرة قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية في شرق البلاد. -هجوم ارهابي من داعش فى إدلب شنت الجماعة الارهابية داعش هجوم على قوات النظام في إدلب، بعدما قامت بإعادة ترتيب صفوفها داخل سوريا، وهذه المرة ركز الارهابيين على مناطق معينة في البادية تاركًا عشرات القتلى من قوات النظام هناك، وانتقل لشمال البلاد، فقد نفذت داعش هجومًا في إدلب أسفر عنه مقتل 6 عناصر من قوات النظام السوري وبعض المسلحين المواليين له. -هجوم شرق حماة شن التنظيم الارهابي داعش هجومًا ارهابيًا فى منطقة البادية فى وسط البلاد، قُتل فيه 19 عنصرًا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين نتيجة هذا الهجوم، أسفرت عن سقوط قتلى في صفوف التنظيم المتطرف.
الخبير في شؤون الجماعات حسام الحداد
قال الخبير فى شؤون الجماعات الكاتب حسام الحداد أنه منذ إعلان القضاء على خلافة داعش في مارس 2019 وخسارته كل مناطق سيطرته، كمن التنظيم وتحصن بالبادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص ودير الزور عند الحدود مع العراق حيث يتحصن مقاتلوه في مناطق جبلية. وفى تصريح خاص ل "لفجر" أوضح الحداد أن التنظيم نفذ الكمين في بادية المسرب في ريف دير الزور الغربي، ما أدى إلى مقتل 13 عنصرًا على الأقل من مجموعة محلية موالية لقوات النظام وإصابة آخرين بجروح خلال قيامهم بعملية تمشيط في المنطقة. وأكمل الخبير، قد صعد تنظيم الدولة داعش هجماته خلال الشهور الماضية، في شرق سوريا ووسطها، ويعد هذا النشاط وتكثيف العمليات التي يقوم بها التنظيم ليس إلا محاولة لإثبات الوجود خصوصا بعد ما حققته طالبان من استيلاء على الحكومة في افغانستان والتفات انظار العالم اليها، رغم ان سيناريو 2014، ليس ببعيد خصوصا بعد ما تواجهه العراق من ازمات متتالية تتطال الحالة الأمنية، كذلك ما تقوم به تركيا في الشمال السوري واضعاف قوة النظام السوري وقبضته على الشمال. وأردف الكاتب حسام الحداد نجد أن خلايا داعش في الشرق السوري، تستهدف قوات سوريا الديمقراطية التي تخوض بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية، آخر معاركها ضد التنظيم الإرهابي، ورغم تأكيدات واشنطن ووزارة خارجيتها استمرار مهمتها العسكرية في سوريا "حتى القضاء على التهديد الذي يمثله تنظيم داعش"، إلا أن ضرباتها غير موجعة للتنظيم حتى الان. وأختتم الحداد حديثه ل "الفجر" ان خلايا التنظيم تنشر في البادية السورية وشرق الفرات، وتنفذ عمليات إرهابية وإعدامات هناك، وأن التنظيم موجود في خلايا متوارية في مناطق السيطرة التركية سواء في عفرين أو منطقة نبع السلام ودرع الفرات، وفي إدلب تحت أسماء مختلفة مثل الفرقة عشرين أو حراس الدين، والطور الذي يعيشه تنظيم داعش في سوريا حاليا هو طور "الحياة الطبيعي" للتنظيمات الجهادية من العمل في سرية تحت الأرض والتغلغل في المجتمعات المحلية وتجنيد الأتباع.