قالت الولاياتالمتحدة يوم الثلاثاء إن المبعوثين الامريكيين ديفيد هيل ودنيس روس سيعودان إلى الشرق الاوسط هذا الاسبوع سعيا لاحياء محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية وتفادي المسعى الفلسطيني لنيل الاعتراف بدولة فلسطينية في الاممالمتحدة. ويبدو ان مهمة هيل وهو المبعوث الامريكي للسلام في الشرق الاوسط وروس وهو مساعد بارز بالبيت الابيض ستكون محاولة اخيرة لاثناء الفلسطينيين عن مسعاهم لرفع درجة تمثيلهم في الاممالمتحدة هذا الشهر وهي خطوة تعارضها اسرائيل بقوة.
وتسعى ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما لتفادي خطة فلسطينية لطلب العضوية الكاملة في الاممالمتحدة اثناء دورة الجمعية العامة للامم المتحدة التي تبدأ في 19 سبتمبر أيلول.
ويخشى المسؤولون الامريكيون أن تعقد الخطوة الفلسطينية الجهود المتداعية لاستئناف محادثات السلام المباشرة التي انهارت العام الماضي مع انتهاء فترة تعليق دامت عشرة شهور للنشاط الاستيطاني في الاراضي المحتلة.
وتسعى اسرائيل لحشد التأييد الدولي ضد المسعى الفلسطيني الذي تعتبره محاولة لعزلها ونزع الشرعية عنها وتوسيع رقعة الصراع الى ساحات جديدة مثل المحكمة الجنائية الدولية.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في وقت سابق يوم الثلاثاء "السبيل الوحيد للوصول الي حل دائم هو من خلال مفاوضات مباشرة بين الاطراف والطريق الي ذلك يقع في القدس وفي رام الله وليس في نيويورك."
واضافت قائلة "أملنا هو أن نقنع الاطراف بالعودة الي... عملية يبدأون فيها بشكل فعلي التفاوض مرة اخرى" وهو هدف لمح منتقدون ومحللون الي انه سيكون صعب التحقيق.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية ان اشارة كلينتون الي القدس التي تعتبرها اسرائيل عاصمتها الابدية غير المقسمة لا يشير الي أي تغيير في موقف الولاياتالمتحدة من ان وضع القدس يجب ان يتقرر في مفاوضات مباشرة.
وكررت كلينتون التي كانت تتحدث في مؤتمر صحفي الموقف الامريكي بأنه يتعين على الفلسطينيين عدم السعي للحصول على عضوية كاملة في الاممالمتحدة في وقت لاحق هذا الشهر بل عليهم بدلا من ذلك استئناف المحادثات المباشرة مع الاسرائيليين.
وجدد أوباما ايضا معارضته للمسعى الفلسطيني في الاممالمتحدة قائلا في مقابلة صحفية "لقد قلت بوضوح شديد ان هذا المسعى اذا جاء الي مجلس الامن فاننا عندئذ سنعترض عليه بقوة لاننا بالتحديد نعتقد انه سيكون غير ايجابي."
وقال مساعد كبير للرئيس الفلسطيني محمود عباس تحدث الى رويترز بعد اذاعة أنباء المهمة الامريكية ان الخطة ما زالت هي السعي للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
واضاف محمد اشتية ان الفلسطينيين سيتوجهون الى الاممالمتحدة ومجلس الامن وسيطلبون العضوية الكاملة لدولة فلسطينية على حدود 1967. وأضاف ان هذا لا يتعارض مع أي جهود نحو مفاوضات سلام جادة.
وفي وقت سابق قال اشتية ان القيادة الفلسطينية ما زالت مستعدة للاستماع الى أي اقتراحات لكنه قال ان المساعى الامريكية الحالية فات أوانها.
واضاف في مؤتمر صحفي ان القضية بالنسبة للفلسطينيين ليست الاممالمتحدة أو محادثات السلام وانهم يرون ان هذين الامرين يكملان ولا يناقضان بعضهما بعضا.
وقال إن الفلسطينيين مستعدون للاستماع الى أي اقتراح والتعامل مع أي اقتراح لكن هذا ليس خطوة تمنعهم من الذهاب الى الاممالمتحدة. وقال انه اذا كانت الفكرة برمتها في أي اقتراح هي التحاور سلميا فمثل هذا الاقتراح لا يقدم في اخر لحظة.
ويتمتع الفلسطينيون الان بوضع مراقب في الاممالمتحدة دون ان يكون لهم حق التصويت. ولكي يحصلوا على العضوية الكاملة ينبغي ان ينال مسعاهم موافقة مجلس الامن حيث قالت الولاياتالمتحدة انها ستستخدم حق النقض (الفيتو).
وتقول الولاياتالمتحدة واسرائيل ان القضايا من نوع الدولة الفلسطينية يجب أن تناقش بين الجانبين على طاولة التفاوض وليس في الاممالمتحدة.
وقال دبلوماسيون انه ليس من الواضح ما سيفعله الفلسطينيون عندما تفتتح الجمعية العامة اعمالها الاسبوع المقبل.
فبدلا من السعي للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة قد يسغون للحصول على وضع "دولة غير عضو" وهو أمر لا يحتاج الا موافقة أغلبية بسيطة في الجمعية المكونة من 193 دولة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند يوم الاثنين "ما زالت وجهة نظرنا هي أن الطريقين كليهما سواء مجلس الامن أم الجمعية العامة لن يؤديا الى ما يسعون اليه وهو أن تكون لهم دولة مستقرة امنة تعيش في سلام وعليهم أن يسعوا الى هذا عن طريق المفاوضات."
وهناك امكانية اخرى وهي اقتراح قرار على الجمعية العامة قد يعطي تأييدا أكبر لرغبتهم في دولة لكن لا يدعو من الناحية الفعلية الى ترقية وضع الفلسطينيين في الاممالمتحدة.