احتفلت مساء اليوم الإربعاء مكتبة الإسكندرية باهدائها المحمل الشريف من اللورد يشار حلمي، وذلك في القاعة الرئيسية بالمكتبة. بحضور اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، الدكتور مصطفى الفقي مدير المكتبة، قيادات الأوقاف والكنيسة، قناصل الدول العربية. المحمل النبوي والمحمل النبوي الشريف فهو هودج مغطّى بعدة قطع من القماش المزخرف بالآيات القرآنية، كان يُحمل على جمل خاص ضمن موكب خاص مع قافلة الحج. ويحوي هذا المحمل أستار الكعبة المشرفة (الكسوة)، وهدايا ذات قيمة عالية للحرمين الشريفين، وسمي المحمل النبوي الشريف لأنه في الأساس هدية الخلفاء إلى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم في المدينةالمنورة، وإلى أتباعه المسلمين في الحجاز، وخاصة في الحرمين الشريفين، ويستفيد منه الحجاج والمعتمرون. وقال الدكتور مصطفى الفقي مدير المكتبة إن المحمل الشريف علامة من رضى الله على شعب مصر، وإنه تم إهداء اليوم هذا الهودج إلى مكتبة الإسكندرية باعتبارها مركز حضارة وليس مركز ديني، والمكتبة تحتفي بالتراث الإسلامي مثلما يتم الاحتفال بالتراث المسيحي. وأوضح بأن مصر كانت تصنع كسوة الكعبة في عهد الخلفاء في موكب رسمي، حتى تولت المملكة العربية السعودية تصنيع كسوة الكعبة حتى هذا الوقت. فيما قال اللورد يشار حلمي إن هذا الهودج يعود عمره إلى أكثر من 200عام، وإن هذا الهودج يتخلله الخيوط الفضية والذهبية، وإنه تم الحفاظ على هذا الهودج، لأنه يعبر عن قيمة مصر. وأوضح أن أول محمل يحمل 80ألف قطعة من الذهب والحرير الخالص كان يخرج من مصر إلى أهل الحجاز، وذلك في العهد العثماني، فالمحمل يحمل كل قيم المودة والإخاء بين الشعوب. وصرح بأنه سيصدر كتاب يحكي عن المحمل وقصة الحاملين الذين تعرضوا للمشقى في نقل المحمل من مصر إلى أرض الحجاز. وكان اللورد يشار حلمي، وهو مصري يعيش في بريطانيا، قد أهدى إلى المكتبة في العام 2016، كسوة الكعبة والتي يعود تاريخها إلى عام 1830 ميلادية، وقت حكم محمد علي لمصر، حيث تم تصنيعها فى تركيا على أيدي عدد من أمهر النساجين المصريين، وتتميز بفن إسلامي رفيع المستوى وزخارف بالألوان الأحمر والأسود. كما أهدى حلمي، في شهر فبراير الماضي، قطعة تاريخية من كسوة الكعبة المشرفة، عمرها 171 عاما، للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري تعود لعهد محمد سعيد باشا حاكم مصر.