داوم المصريون على خدمة بيت الله الحرام فصنعوا كسوة الكعبة وقدموها هدية لبيت الله الحرام فيما يعرف بالمحمل المصرى، واستمروا على ذلك سنوات طويلة.. حتى إن سلاطين الدولة المملوكية كانوا يلقبون بخدام الحرمين الشريفين. ويرجع المؤرخون كما نشرت "المصور" في تقرير لها عام 1956 أن صنع المصريين لكسوة الكعبة يرجع إلى عهد الملكة شجرة الدر في مصر فهى أول من أرسلت كسوة إلى الكعبة من مصر، وأخذته معها هدية وهى في طريقها إلى الحج. وضعت شجرة الدر الكسوة في صناديق مزينة وحملت على ظهور الجمال داخل هودج من الخشب، وسارت خلفها قافلة الحجاج محمولة على الجمال أيضا بقيادة مسئول عرف بأمير الحج الذي يتولى الإشراف على موكب القافلة. وسبق ذلك الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذي أوصى في عهده بكسوة الكعبة بالقماش المصرى المعروف بالقباطى نظرا لأن القبط في مصر كانوا يقومون على صناعة هذا النوع من القماش الناصع البياض في مدينة الفيوم. واستمر الفاطميون على نهج كسوة الكعبة ويشرف عليه ما يسمى بناظر الكسوة، وبعد تصنيعها كان يتم وضعها في هودج أيضا محمولا على الجمال يطوف شوارع القاهرة ثلاثة أيام يصاحبه الطبل والغناء قبل بداية سفره إلى بلاد الحجاز. ومن المعروف أن الكسوة المصرية للكعبة استمرت حتى قيام ثورة يوليو إلا أنه في عام 1962 وبعد خلافات الرئيس جمال عبد الناصر مع حكام السعودية تولت الحكومة السعودية مهمة كسوة الكعبة وتصنيعها في بلادها.