قال الدكتور حسن أبو طالب مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد للقاهرة بالغة الأهمية ولها دلالات مهمة ومتعددة كونها تتعدى فكرة وجود اعتراض داخلي في تونس على الزيارة من قبل إخوان تونس المسلمين، موضحا أن الأجواء في الداخل التونسي تشهد مناكفة سياسية كبيرة جدًا خاصة في الفترة الأخيرة. وأوضح في مداخلة عبر برنامج " كلمة أخيرة " الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة " ON" قائلًا: إذا نظرنا إلى الزيارة من منظور داخلي سنجد أن هناك رغبة حقيقية في الاستفادة من أوجه التعاون بين الجانبين في شتى المجال بالإضافة لرؤية الجانب التونسي أن أية تعاون بين الشعبين سيخدم الأمة العربية والأمن القومي العربي ". وواصل في تعليقه على محور تغير الموقف التونسي خاصة في الملف الليبي قائلًا: "حدث تغير بالفعل بسبب وضوح الموقف المصري تجاه قضية ليبيا، والدور التونسي حيث حاولت حركة النهضة إبان الأزمة الليبية تصدير دولة تونس لتكون ضمن أجندة تركية في الداخل الليبي الأمر الذي ترتب عليه أن تونس ايقنت خطورة هذه الأجندة التي تحاول النهضة فرضها عليها وأنها مضرة للجانب التونسي والأمن العربي ككل وكانت مصر ضد هذه الأجندة ولعب دورًا كبيرًا لوقف هذه الأجندة ولعبت القاهرة دورًا في دعم المغرب وتونس في نجاح الحوار الليبي-الليبي ". وتابع: " نشعر في مصر أننا جزء من هذا التحول الحادث في الموقف التونسي كون الدولتين من أهم دول الجوار لليبيا واي تطورات في ليبيا تضر بالشعبين خاصة أن الرئيس حذر اليوم من مخاطر التقسيم في ليبيا بسبب الاجندات الخارجية التي كانت تعبث بليبيا ". وحول الموقف التونسي الداعم لموقف المصري في أزمة سد النهضة قال: " تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيد فيما يتعلق بلمف سد النهضة ودعمها للموقفين المصري والسوداني تمثل أهمية بالغة جدًا كونها تؤكد أن تونس مع الأمن القومي العربي وأنها لا تنجر ضمن أجندة خارجية حاولت بعض الحركات داخل تونس مثل " حركة ألنهضة " إنخراط الدولة التونسية فيها بما يضر الأمن القومي العربي وامن مصر ". وأتم: " هذا موقف نقدره كثيرًا جدًا بالإضافة إلى أن عضوية تونس في الفترة الحالية كممثل للدول العربية في مجلس الأمن ومن ثم يمثل أهمية للملف المتعلق بسد النهضة في حال اللجوء إلى مجلس الأمن، بالإضافة إلى أنها دولة إفريقية وعضو في الاتحاد الأفريقي بما يمكنها من لعب دور مهم على عدة أصعدة وهذا يدل على أن كثير من الدول الأفريقية تعي أهمية الموقف المصري وأن أية تصرفات أحادية من جانب إثيوبيا قد يضر كثيرًا بالأمن الأفريقي ".