على مدار الفترة الأخيرة، عملت إثيوبيا بأشكال مختلفة على رفض مقترح الوساطة الرباعية في ملف سد النهضة الذي قدمته السودان في ظل عناد أثيوبيا الذي حال بين توقيع اتفاق مرضي لكافة الأطراف. في نهاية فبراير الماضي، طلب السودان بوجود وساطة رباعية في ملف مفاوضات سد النهضة على أن تمثل الوساطة في الاتحاد الإفريقي، والأممالمتحدة، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، على أن تلعب الأطراف الأربعة دور وساطة وتسهيل في المفاوضات بدلًا عن الاكتفاء بدور المراقبين. كما أعلنت مصر تأييدها لمقترح الوساطة الرباعية الذي دعا إليه السودان على خلفية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للخرطوم، والذي أكد خلالها أيضا رفضه لأي إجراء أحادي بشأن نهر النيل الأزرق. ومنذ 24 ساعة، تقدّم الخرطوم بطلب رسمي لكلٍ من الأممالمتحدة، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، للتوسط في الخلافات المستمرة منذ نحو قرن من الزمان حول السد، لا سيّما المتعلقة بملئه وتشغيله. أول رفض من إثيوبيا للمقترح وفي 9 مارس الماضي، أعلنت الخارجية الإثيوبية، ىفض الوساطة الرباعية التي اقترحتها مصر والسودان، مؤكدة تمسكها بالوساطة الأفريقية، وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي: "أبلغنا الوفد الكونغولي بشأن موقفنا الرافض للوساطة الرباعية وتمسكنا بالوساطة الأفريقية". وأوضح أن الوفد الكونغولي بشأن الوساطة في سد النهضة لم يطرح أي مبادرة حول عملية التفاوض المرتقبة وما نقله هو وجهة النظر المصرية والسودانية، متابعا: "لا يمكن أن يتم إقحام أطراف أخرى في مفاوضات سد النهضة في ظل قيام وساطة أفريقية يجب أن تحترم وإعطاؤها فرصة للنجاح". التمسك بالاتحاد الافريقي فقط وخلال الساعات الأخيرة، قال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، دنيا مفتي، إن بلاده لم تتلق حتى الآن أي معلومات بشأن الوساطة الرباعية التي طلبها السودان، مشيرا إلى استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات في أي وقت، على أن تحترم كافة الأطراف الاتحاد الأفريقي ودوره في الوساطة. وأوضح: "لدينا علاقات جيدة مع الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة. لكن يظل مبدأنا قيام الاتحاد الأفريقي بدوره"، متابعا: "حتى الآن لم تُطرح أي أسئلة بشأن الاتفاق الرباعي بين الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة بشأن سد النهضة".