3 مهن في المنيا مهددة بالانقراض وتصارع من أجل البقاء

السنوات الأخيرة شهدت اندثار العديد من الحرف اليدوية والصناعات التاريخية في مصر، التي تمثل تراثا اجتماعيا وجانبا من الهوية التاريخية، مثل الحدادة، وصناعة الأحذية، والقباقيب، والنجارة العربية الأرابيسك، والصدف، بالإضافة لصناعة المقشات البلدية، والحبال والخيوط وسن السكاكين ومكواه الرجل وصناعه الكراسى والأثاث من السعف وجريد النخل
الحرف اليدويه
بدأت صناعة الحرف اليدوية، التي تحمل طابع ثقافي مصري، وترمز لحضارتنا، تتوارى، وأصبحت مهددة بالاندثار، بعد أن كانت تشكل القوة الإنتاجية الثانية بعد الزراعة، وبمثابة الصناعة الوطنية الثقيلة بمصر.
.
جريد النخل
تعد الصناعات الريفية التي تعتمد على أشجار النخيل في الدرجة الأولى من أشهر الحرف اليدوية في الأحساء، فمن جذوعها تصنع الأبواب والمكانس الناعمة والحبال، ومن الخوص تصنع السفرة والمفارش واقفاص الطيور والمقاصف والأطباق الخاصة بالفاكهة وصناعه الكراسى وسراير الأطفال قال إسماعيل الرجل السبعينى صاحب احدى ورش أشهر حرفى جريد النخل بمحافظه المنيا لمت هذه المهنه من عمر 6 سنوات من اعمامى كنت بتقاضى تعريفه هذه المهنه شاقه وتعتمد على الجلوس والانحناء لفتره طويلة وستخدم فى هذه الصناعه اليدويه ادوات بسيطه مثل المنجل لعزل الخوص عن الجريد والساطور لتقطيع الجرائد شوقه اضافه إلى شاكوش خشبى لقد الجرائد داخل الفتحات المصنوعه فى المنتج ومقياس من جريد الخشب لتحديد الطول المناسب لكل جزء من اجزاء العمل المراد تصنيعه.
ولفت اسماعيل انصاحب احدى ورش التصنيع من جريد النخل الى انه يعمل فى هذه المهنه منذ اكثر من 64 عاما مشيرا الى ان هذه المهنه تتطلب صبرا كثيرا
سن السكاكين
تعتبر حرفه سن السكاكين من الحرف القديمه التى تصارع البقاء كانت قديما ذات قيمه وهى مهنه نادره تزدهر فى فترات عيد الأضحى المبارك
يقول الحاج مصطفى صاحب المائة عام أن مهنه سن السكاكين تعلتمها وسنى 9 سنوات بعد أن ورثتها من والدى وجدى الذى ترك له هذا المجال ليستكمل الكفاح مع الصنعة وسن السكاكين وهى صعبه وتحتاج لجهد كبير فى حد الشفرة عن طريق الحجر الرملى كما أن لها قواعد ودرجات لا يمكن تخطى واحده عن الأخرى فالتدريج فى هذه العمليه يجعل القطع الحديديه تصل إلى أعلى درجات السن موضحا أن بدايه السن تكون على حجر صوان ويدخل السكين على الحجر الابيض ليأخذ دورته ويتم تلطيف عمليه السن فى هذه المرحله بالماء حتى لا يحدث شرزات ناريه قد تؤدى فى النهايه إلى تقطيع شفرات السكين إلى قطع صغيره ثم يليها المرحله الثالثه إسقاطها فى ماء بارد وفركها بحبات رمال والمرحله الاخيره هى ازاله رذاذ السن عن طريق قطعه حجريه او ظهر بقايا سيراميك.
وأشار إلى أنه يتعامل مع زبائنه بأسعار زمان ويرتفع سعرها على حسب الحجم والسُمك، قائلا" بتعامل مع زبائنى بأسعار قديمة عشان مخسرش الزبون وأدوات السن التى تستخدم منذ سنوات قديمة نقوم بتصليحها وصيانتها لأن مفيش أفضل منها دلوقتى".
مكوجى الرجل
مكواه الرجل من المهن التى تتصدى للتطور التكنولوجى وهى من المهن القديمه التى كانت اساس العمل وكانت ذات قيمه ومع التقدم وتكنولوجيا العصر أصبحت البدائل كالمغسله التى بيها أحدث اجهزه الكى بالبخار ولا يزال بعض الأهالى يفضلون التعامل مع مكوجى الرجل
ويروى لنا عم عوف أحد المواقف التى تعرض لها أثناء تعلمه تلك المهنه وضع قدمه على المكواه بدون أن يضع قطعه الخشب التى تحمى قدمه مما أدى لإصابته بحروق فى قدمه ومنذ ذلك الحين وهو يعتبر قطعه الخشب من اساسيات المهنه ولا يعمل بدونها ابدا.
ويضيف: وزن المكواة 40 كيلو جراما وأمتلك مكوتين واحدة في الفرن والأخرى استعملها وهي تصنع في القاهرة وتم إحضارها منذ بداية الأربعينات، مؤكدا أن المكواة تمكث في الفرن للتسخين لمدة 20 دقيقة ثم تعمل 20 دقيقة أخرى، وتبرد وهي مكونة من 3 أجزاء مزجق خشب ويد وصاجة ولوحة.
و إستكمل حديثه قائلا: كانت المهنه فى الماضى تدر علي ربحا كثيرا أما فى وقتنا الحاضر ومع انتشار اجهزه الكى بالبخار وانتشار محلات الكى بالبخار بجميع أرجاء المدينه مما أدى لعزوف المواطنين عن الكى بهذه الطريقة ولكن لدى زبائنى الخاصه التى تفضل هذه الطريقه عن غيرها ويدر عليا دخلا يرضينى قائلًا: من فات قديمه تاه، على حد تعبيره.
وقال كانت جميع أفراد عائلتنا يمتهنون تلك المهنه إلى انها قاربت على الاندثارولا يوجد سواى باقى فى عائلتي على تلك المهنه وربما أكون الوحيد بالمحافظه وعزوف الشباب أيضا عن تلك المهنه نظرا لما تحمله هذه المهنه من أعباء ومشقه وتؤثر عليهم جسديا لقيام العامل أثناء العمل بالوقوف منحنيا فترة طويلة.