الخوص .. حرفة البسطاء بالوادي الجديد .. مهددة بالاندثار

تعد محافظة الوادي الجديد من أشهر محافظات الجمهورية في مجال صناعات الخوص. حيث تتوارثها العائلات جيلاً بعد جيل. ويعتمد عليها الأهالي في معيشتهم.. ورصيدهم في هذا أكثر من مليون ونصف المليون نخلة. تحتويها المحافظة.. لكن مع التطور التكنولوجي. تتعرض صناعة الخوص بالطريقة اليدوية للاندثار مع التطور الصناعي وتجاهل الدولة لتنميتها.
أحمد سامي. صاحب ورشة لصناعات الخوص.. يقول: إن هذه الصناعة كانت إحدي ركائز الاقتصاد المحلي للمحافظة. وتساعد علي تشغيل العديد من الأيدي العاملة. ولكن أصبحت هذه الصناعة في الوقت الحالي مهددة بالاندثار مع التجاهل الحكومي لتلحق بغيرها من الحرف اليدوية المندثرة.
يضيف: قري وأسر بأكملها في الواحات كانت تقوم بتصنيع الخوص.. ففي الخارجة توجد قرية المنيرة. وهي من أشهر القري التي تصنع الخوص. وتدرب الفتيات الراغبات في تعلم الحرفة اليدوية. بالإضافة إلي قرية البشندي. بمركز بلاط. والتي برع أهلها في صناعة الخوص والكليم والسجاد.
تقول "أم محمد": تعلمت الصناعة من جدتي. حيث كانت تبدع في صناعة عدة مشغولات كالقبعات والسلال والأطباق والمقاطف من السعف. موضحة أن هذه الصناعة تتوافر لها إمكانيات كبيرة بالمحافظة.
وتابعت "أم عبدالله" حديثها قائلة: إنه علي الرغم من توافر جميع الإمكانيات الخاصة بهذه الصناعة ووجود الخبرات والأيدي العاملة. إلا أن تلك الصناعة أصبحت مهددة بالاندثار. لعدم الاهتمام بها من قبل المحافظة في تنميتها وتدريب أشخاص جدد علي هذه المهنة حتي لا تنقرض نهائياً.
هذا إلي جانب عدم وجود سوق حقيقية لها. فكل ما تقدمه المحافظة لمنتجي الخوص هو تجميع منتجات الأسر والعاملين في تلك الصناعة لترويجها بمعارض المحافظة بالقاهرة والتي تقام سنوياً.
يؤكد سعد كيلاني. صاحب ورشة تصنيع أرابيسك وأقفاص من سعف النخيل. أكد أن جريد النخيل يستخدم في أكثر من صناعة. حيث يتم من خلاله صناعة السلال والأطباق الخوص والمقاطف. وتقبل علي تلك الصناعة السيدات خاصة في القري.
تؤكد عايدة التهامي مديرة مركز الأسر المنتجة بالوادي الجديد أن صناعة الخوص تعد إحدي الصناعات التي تشتهر بها محافظة الوادي إلي جانب أنها صناعة مهمة. حيث تحافظ علي التراث وهوية أهالي الواحات. كما أنها تعد مصدر دخل لمئات الأسر التي تعمل في ذلك المجال. خصوصاً في القري الفقيرة والنائية.
أشارت تهامي إلي أن المركز يعمل علي تسويق منتجات تلك الأسر في المعارض التي تقام سنوياً في القاهرة والتي تحوي العديد من منتجات الخوص والجريد والبلح والخزف والكليم والسجاد وجميع الصناعات الحرفية والبدائية التي تمتاز بها الواحات. إلا أنه يجب أن يكون هناك جمعيات أهلية تتبني تلك الصناعات للحفاظ عليها من الاندثار.